نام کتاب : عبقرية مبكرة لأطفالنا نویسنده : توفيق بوخضر جلد : 1 صفحه : 91
الرضاعة
إن تناول الطفل الحليب يعد من المراحل الأولية التي يقوم بها في بداية حياته. وهذه المرحلة لا تقل خطورة عما قبل الولادة ؛ فالتأثر الذي يظهر على الطفل من أثر الحليب تأثر واضح جداً لذا أولى الإسلام أهمية كبرى لهذه المرحلة فنظر إليها من عدة زوايا.
الزاوية الأولى :
لا يوجد أفضل من حليب الأم لطفلها وذلك لأن الطفل قبل الولادة كان بعد جزءاً من أجزاء الأم فتركيبته قريبة من تركيبتها وعند استقلاله عنها سوف يبقى ذلك الأثر فيه ؛ فإنه يلقف ثدي أمه ويحس بالاطمئنان الذي لا يحصل عليه إلا عندها ، فمن خلال لحظات الرضاعة يتغذى الطفل بأشياء كثيرة لا يجدها ذلك الطفل الذي تناول الحليب المجفف ، وأهمها الحب والحنان والاطمئنان إلى غير ذلك.
يقول ابن سينا في ( القانون ) : « أما كيفية إرضاعه وتغذيته فيحب أن يرضع ما أمكن بلبن أمه فإنه يشبه الأغذية بجوهر ما سلف من غذائه وهو في الرحم ، أعني طمث أمه فإنه هو بعينه هو المستحيل لبناً وهو أقبل لذلك وآلف له ، حتى إنه صح بالتجربة أن إقامة حلمة أمه عظيمة النفع جداً في رفع ما يؤذيه ». [1]
فعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : « ليس للصبي لبن خير من لبن أمه ».