نام کتاب : عبقرية مبكرة لأطفالنا نویسنده : توفيق بوخضر جلد : 1 صفحه : 141
مصادر الثقافة لدى الطفل
عندما يخرج الطفل إلى الحياة الدنيا ويقبل على عالم مغاير لعالمه الذي كان فيه قبل مجيئه ، جاء إلى هذا العالم وهو لا يحمل من الإدراك ، أو الوعي شيئاً. يخرج وهو جاهل بأبسط الأشياء غير أن غريزة الجوع تحثه على طلب الغذاء من ثدي أمه فقط وهذه غريزة لا معرفة ؛ فالله سبحانه وتعالى يقول : « والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً » [1].
يأتي السؤال هل توجد طريقة مثلى لكي يتعلم الطفل المعارف والعلوم في مثل هذه السن ؟للجواب عن هذا السؤال نقول : هناك طرق ، من ابرزها طريقان :
الطريق الأول : التقليد :
والتقليد حقيقة في محاكاة فعل الغير وتصرفاته سواء كان عن وعي لهذا التقليد أو لا ، صادر عن تعظيم المقلد وإجلاله أو غير ذلك.
وفي هذه المرحلة والتي يكون الطفل فيها في مرحلة السذاجة يقوم بتقليد والديه بشكل خاص ، والمحيطين به بصورة عامة في تصرفاتهم التي يراها منهم ؛ بحيث يصب الطفل في هذه الفترة جل اهتمامه على مراقبة حركات وسلوك المحيطين به بشكل دقيق.
اختلف العلماء في تحديد مقدار بداية تقليد الطفل لوالديه ؛ فمنهم من يقول : بعد ثلاثة أشهر من الولادة ؛ ومنهم من يقول : بعد أشهر أو سنة.