نام کتاب : شعر الكميت بن زيد الاسدي نویسنده : داود سلوم جلد : 1 صفحه : 27
ثم ما ذا يريد أن يقول الكميت في شخصية نبي؟شخصية لم تعتمد على القوة و الظلم و العنت و الغرور في بناء مجدها؟
و بما ذا يذكر الشاعر ممدوحه؟هل قتل خصومه ظالما أو مظلوما ليمدحه بذلك؟هل آذى و قتل و أسر و استباح ليؤسس مجد القوة و السيف؟فما ذا يريد أن يقول الكميت للرسول أكثر مما قال؟
و ما ذا قال الشعراء للرسول الكريم منذ أن نظمت «بانت سعاد» حتى يومنا أكثر مما قاله الكميت؟
و ما ذا يريد الجاحظ أن يبرهن؟و لعل تخريج ابن قتيبة و المرتضى لاعتراض الجاحظ يفسد على الجاحظ اعتراضه و يفسده كذلك على من حملوه بعد ذاك و هل غاب عن ذهن الجاحظ ان الهاشميات لم تكن شعر مدح أو رثاء بمقدار ما كانت شعر غضب و ثورة و نقمة؟!
3-عربية الكميت:
الذي وضع الفكرة كما يبدو هو الاصمعي في (فحولة الشعراء) مع ما نثره من أقوال ينقصها النضج عن الشعر و الشعراء الاسلاميين.
قال: «الكميت بن زيد ليس بحجة لانه مولد و كذلك الطرماح. قال:
و ذو الرمة حجة لانه بدوي و لكن ليس يشبه شعره شعر العرب. ثم قال:
الا واحدة تشبه شعر العرب و هي التي يقول فيها «و الباب دون أبي غسان مسدود»
64
ثم قال في مكان آخر:
«الكميت ليس بحجة لانه من أهل الكوفة فتعلم الغريب و روى الشعر و كان معلما فلا يكون مثل أهل البدو»