ذكره البرقي [1] في الأولياء من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام). و كأنَّه الحارث الأعور، الَّذي ذكره الشيخ [2] و الكشّي و غيرهما من دون ذكر أبيه. روى الكشّي عن حمدويه و إبراهيم ابنا [3] نصير قالا: حدَّثنا أيّوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن عاصم بن حميد، عن فضيل الرسّان، عن أبي عمرو [4] البزّاز، قال: سمعت الشعبي و هو يقول، و كان إذا غدا إلى القضاء جلس في مكاني، و إذا رجع جلس في مكاني، فقال لي ذات يوم: يا أبا عمرو! إنَّ لك عندي حديثاً أُحدّثك به إلى أن قال: ثمَّ سألته بعد فقلت له: يا با عمرو! حدِّثني الذي قلت لي، قال: سمعت الحارث الأعور و هو يقول: أتيت أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) ذات ليلة فقال: يا أعور! ما جاء بك؟ قال: فقلت: يا أمير المؤمنين! جاء بي و اللّه حبّك، قال: فقال: أما إنّي ساحدِّثك لتشكرها، أما إنَّه لا يموت عبد يحبّني فتخرج نفسه حتّى يراني حيث يحبُّ، و لا يموت عبد يبغضني فتخرج نفسه حتّى يراني حيث يكره، قال: ثمَّ قال لي الشعبي: أما إنَّ حبَّه لا ينفعك، و بغضه لا يضرّك) [5] و لا يخفى أنَّ قول الشعبي في آخر الرواية إمّا تكذيب للحارث، أو لأمير المؤمنين (عليه السلام)، و كلاهما يوجب طعناً في أصله، و فساداً في طينته جزاه اللّه أسوء الجزاء و أمّا أصل الرواية، فلا ريب في صحَّته، لوجود صفوان بن يحيى في طريقها و قد أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه، و يؤيِّد صدق مضمونه استفاضة الأخبار