لا ريب أنّ الطمأنينة إلى من لا يعرف و لم يختبر، عجز أي عجز في العقل و الرأي، فإنّ الوثوق مع التجربة فيه ما فيه، فكيف قبل التجربة! قال الطغرائيّ:
«و حسن ظنّك بالأيّام معجزة»
[1]
قال الشاعر: [2]
و كنت أرى أنّ التجارب عدّة # فخانت ثقات الناس حين التجارب
3394 *3134* 134-
ربّ قول أنفذ من صول (1) -. [3]
أي قد يبلغ الإنسان بالقول ما لا يبلغه بالشدّة و الصولة، فيكون القول أنفذ في غرضه.
و من هذا قولهم: و القول ينفذ ما لا تنفذ الإبر. [4]
و روي مكان أنفذ، أشدّ. [5] و المعنى: ربّ قول يقوله الإنسان، فيكون ضرره عليه أشدّ من صولة عدوّه، أو ربّ قول يسمعه من
[1] قد مضى آنفا في شرح الكلمة 26، فراجع.
[2] شرح ابن أبي الحديد 19-325.
[3] نهج البلاغة، الحكمة 394.
[4] شرح ابن أبي الحديد 19-359.
[5] شرح ابن ميثم 5-438.