تقريبه للمنيّة.
و من ظفر بالدهر، شقي بضبطها و حفظها، و من فاته، تعب في تحصيلها.
و لا يخفى ما في كلّ من القرينتين من السجع. [1]
قال بعض الحكماء: الدّنيا تسرّ لتغرّ، و تفيد لتكيد، كم راقد في ظلّها قد أيقظته، و واثق بها قد خذلته، بهذا الخلق عرفت، و على هذا الشرط صوحبت.
و قال شاعر فأحسن: [2]
كأنّك لم تسمع بأخبار من مضى # و لم تر بالباقين ما صنع الدهر
فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم # عفاها فحال الريح بعدك و القطر
و هل أبصرت عيناك حيّا بمنزل # على الدهر إلاّ بالعراء له قبر
[1] في القرينتين الأوليين السجع المتوازن، و في المتوسطتين السجع المطرّف، و في الأخيرتين السجع المتوازي.
[2] شرح ابن الحديد 18-218.