نام کتاب : شبابنا ومشاكلهم الروحية نویسنده : الهاشمي، السيد كامل جلد : 1 صفحه : 11
بين عامة الناس في الاهتمام بالقضايا الغيبية ، ولكن ما نريد قوله هو : إن الإنسان كلما أزداد تمسكه بالدين وتعلّقه به كلما ازداد تعلقه بعالم الغيب وما وراء الحس ، وربّما أثّرت بعض الأمور والأحداث التي يمر بها الفرد ، ولا سيَّما الشاب ، في رفع حدة التفاعل بينه وبين عالم الغيب ، ولا سيَّما حينما تترك الأحداث آثاراً نفسية قوية في شخصية الفرد وقرارة نفسه ، وربما يُقدَّر لهذه الآثار أن تتحول في الكثير من الأحيان إلى أزمات نفسية تترك اختلالات واهتزازات واسعة في تفكير الفرد وشعوره وسلوكه ، وهذه الأزمات النفسية تولد عند الإنسان ، ولا سيَّما المتدين ، إحساساً مضاعفاً بضرورة الالتجاء إلى عالم الغيب والاستنجاد به في حل هذه الأزمات النفسية والروحية ، أو على أقل تقدير التخفيف من حدتها .
ولجوء الإنسان إلى الله في أوقات الأزمات والصعاب أمر مشاهد حتى في سلوك من لا يعتقد بالله ولا يؤمن به ، وهذا ما يؤكده القرآن الكريم في العديد من آياته ، كقوله تعالى : (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً) (يونس : 12) . وقوله تعالى : (وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ) (الروم : 33) .. إلى غيرها من الآيات التي تشير إلى هذه الحقيقة ، والتي تعطينا انطباعاً عاماً بأن الإنسان من شأنه حينما يبتلى بالمشاكل والتعقيدات اللجوء إلى خالقه وربه ، يبثُّ إليه همومه وآلامه ، ويستعين به على الثبات في وجه تلك المشاكل والتعقيدات .
ومن المؤكد أن هذا الشعور بالرغبة في الارتباط بالمطلق جَلَّ شأنه
نام کتاب : شبابنا ومشاكلهم الروحية نویسنده : الهاشمي، السيد كامل جلد : 1 صفحه : 11