نام کتاب : سداد العباد و رشاد العباد نویسنده : آل عصفور، الشيخ حسين جلد : 1 صفحه : 455
فألح في التقاضي، فقال له أبو عبد اللّٰه (عليه السلام): ألم أنهك أن تستقرض ممن لم يكن له ثم كان.
و يؤيده ما سيأتي عنهم (عليهم السلام) من قولهم: لا تخالطوا و لا تعاملوا إلا من نشأ في خير.
و ستأتي جملة من المكروهات في آداب البيع.
و أما المستحب فأنواع:
(منها) الزراعة و الغرس،
و هي أحل وجوه الرزق و كانت الأنبياء و الأئمة (عليهم السلام) مما لزموها و حثوا عليها.
ففي خبر يزيد بن هارون الواسطي، قال: سألت أبا عبد اللّٰه (عليه السلام) عن الفلاحين، فقال: هم الزارعون كنوز اللّٰه في أرضه، و ما في الأعمال شيء أحب إلى اللّٰه من الزراعة، و ما بعث اللّٰه نبينا الا زرّاعا إلا إدريس (عليه السلام) فإنه كان خياطا.
و في موثق زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: لقي رجل أمير المؤمنين (عليه السلام)، و تحته وسق من نوى، فقال له: ما هذا أبا الحسن (عليه السلام) تحتك؟ فقال: مائة ألف عذق إن شاء اللّٰه، قال فغرسه فلم يغادر منه نواة واحدة.
و (منها) النجارة
فإنها صناعة نوح (عليه السلام)، و لقد كان نجارا كما جاء في عدة من الأخبار،
و (منها) الخياطة
فإن إدريس (عليه السلام) كان خياطا كما مرّ في الخبر المتقدم.
و (منها) الصقالة
فقد مرّ في الحديث الوارد في الحياكة حيث قال له: لا تكن حائكا و كن صيقلا.
و (منها) رعي الأغنام،
للمعتبرة المستفيضة، و فيها (ما من نبي إلا رعى الأغنام).
و (منها) المضاربة
ففي خبر محمد بن عذافر، قال: أعطى أبو عبد اللّٰه (عليه السلام) أبي ألفا و سبع مائة دينار، فقال له: اتجر بها لي، ثم قال: أما إنه ليس لي رغبة في ربحها و إن كان الربح مرغوبا فيه، و لكن أحببت أن يراني اللّٰه عز و جل متعرضا لفوائده، قال:
فربحت له فيه مائة دينارا، ثم لقيته، فقلت له: قد ربحت لك فيه مائة دينار، قال: ففرح أبو عبد اللّٰه (عليه السلام) بذلك فرحا شديدا، ثم قال: أثبتها لي في رأس مالي قال: فمات أبي، و المال عنده، فأرسل إلىّ أبو عبد اللّٰه (عليه السلام)، و كتب: عافانا اللّٰه و إياك، إن لي عند أبي محمد ألفا و ثمان مائة دينار أعطيته يتجر بها، فادفعها إلى عمر بن يزيد الحديث.
و (منها) عمل الدروع
و هي صناعة داود (عليه السلام) حيث ألان اللّٰه له الحديد، ففي الحديث المروي بعدة طرق عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: أوحى اللّٰه إلى داود (عليه السلام): إنك
نام کتاب : سداد العباد و رشاد العباد نویسنده : آل عصفور، الشيخ حسين جلد : 1 صفحه : 455