إن المصائب التي المت بالصديقة الصغرى زينب الكبرى ابنة علي في كربلاء مصائب متنوعة (منها) ما رأته اول ما نزلت في كربلاء من معارضة الحر و إجبار اخيها (ع) على النزول (و منها) ما شاهدته من القلة في اصحاب اخيها و كثرة جيوش الاعداء (و منها) ما شاهدته من تفرق من كان مع اخيها و ذهاب الاكثر ممن تبعه حين خطبهم بخطبته المشهورة بعد ما بلغه خبر قتل مسلم بن عقيل و هاني بن عروة رضي اللّه عنهما فتفرق الناس عنه يمينا و شمالا حتى لم يبق إلا الذين قتلوا معه (و منها) ما كانت تشاهده من اضطراب النساء و خوفهن حين نزلوا كربلاء (و منها) ما شاهدته من عطشها و عطش اهل بيتها عند ما منعهم القوم الماء (و منها) ما كانت تقوم به من مداراة الاطفال و النساء و هم في صراخ و عويل من العطش (و منها) ما كانت تنظر اليه من الانكسار في وجه اخيها (ع) (و منها) حين شاهدت اخواتها و بني اخواتها و بني عمومتها و شيعة اخيها يبارزون و يقتل الواحد منهم بعد الواحد (و منها) ما شاهدته من مقتل ولديها (و منها) حين شاهدت اخاها الحسين (ع) وحيدا فريدا لا ناصر له و لا معين و قد احاط به الاعداء من كل جانب و مكان (و منها) حين شاهدت رأس اخيها على الرمح دامي الوجه خضيب الشيبة (و منها) حين ازدحم القوم على رحل اخيها و مناديهم ينادي احرقوا بيوت الظالمين (و منها) حين احرق القوم الخيام و فرت النساء و الاطفال على وجوههم في البيداء (و منها) مرورها على مصرع اخيها و رؤيتها جسده الشريف ملقى على الارض تسفي عليه الرياح (و منها) لما اركبوها النياق المهزولة هي و العيال و الاطفال (و منها) مداراتها زين العابدين (ع) و هو من