ان من المأسوف عليه أن حملة التأريخ على توسعهم في سرد القصص و الاحوال في اشياء كثيرة ربما يكون القارئ في غنى عنها أهملوا حقائق من التاريخ تمس اليها حاجة المنقب، و تساق اليها طلبة الباحث، و لسنا الآن في صدد الاسباب الباعثة على ذلك و لعلها لا تخفي على الناقد البصير، غير ان المهم في هذا الكتاب هي ناحية واحدة اصبحت من مواضيعه و هو البحث عن وفاة (عقيلة بني هاشم زينب الكبرى) و تحري الوقوف على مدفنها، و ان كانت المصادر التي نستمد منها لا تخلو جملة منها من تشويش و اضطراب، و على العلات فنحن نتقدم الى القارئ الكريم ما قيل في ذلك و نحيل الحكم اليه.
(فقيل) انها توفيت و دفنت في المدينة المنورة، و كان ذلك بعد رجوعهم من الشام، ذكره صاحب الطراز عن بحر المصائب، و لو صح هذا لبقي لعظيمة بيت الوحي أثر خالد و مشهد يزار كما بقي لمن دونها في المرتبة من بني هاشم بل لمن يمت اليهم بالولاء من رجالات الامة.
(و قيل) انها توفيت حوالي الشام، نقله صاحب الطراز ايضا عن انوار الشهادة و بحر المصائب، في تفصيل لا مقيل له من ظل الحقيقة و هو بالروايات الخرافية أشبه فالاعراض عنه اجدر.
(و قيل) انها توفيت في الشام، نقله في الطراز ايضا عن كنز