و منه أيضا ما يدلّ كتابا أو سنّة في معصية على أنّها أشدّ من معصية أخرى توعّد عليها في الكتاب كقوله تعالى الْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ[3] و قوله (عليه السلام): الغيبة أشد من الزنا [4].
و منه أيضا عقوق الوالدين الذي أطلق على صاحبه الجبّار الشقي في الكتاب، مع ما ورد فيه من التوعيد على الشقي، قال اللّه تعالى وَ لَمْ يَجْعَلْنِي جَبّٰاراً شَقِيًّا[5] مع قوله عزّ و جلّ وَ خٰابَ كُلُّ جَبّٰارٍ عَنِيدٍ. مِنْ وَرٰائِهِ جَهَنَّمُ وَ يُسْقىٰ مِنْ مٰاءٍ صَدِيدٍ[6] و قوله تعالى فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النّٰارِ لَهُمْ فِيهٰا زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ[7].
ثمَّ إنّهم اختلفوا في
تعداد الكبائر
، فعن ابن مسعود أنّه قال: اقرءوا من أوّل سورة النساء إلى قوله عزّ و جلّ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبٰائِرَ مٰا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئٰاتِكُمْ فكلّ ما نهى عنه في هذه السورة إلى هذه الآية فهو كبيرة [8].
و عن ابن عبّاس: أنّه سئل عن الكبائر أ سبع هي؟ قال: هي إلى السبعمائة أقرب منها إلى السبعة [9] و تبعه ثاني الشهيدين في الروضة على ما حكي من أنّه