الحمد للّه ربّ العالمين، و صلّى اللّه على محمّد و آله الطاهرين، و لعنة اللّه على أعدائهم أجمعين، إلى يوم الدين.
و بعد، فهذه رسالة في العدالة و هي من الموضوعات الشرعيّة التي تعمّ بها البلوى و يحتاج إليها في موارد كثيرة، كإمام الجماعة، و المفتي، و القاضي، و الحاكم في ولايته على الغيّب و المجانين و الأيتام، و القيّم الشرعي على هؤلاء، و الشاهد، و الراوي، و من يعتبر حضوره في مجلس الطلاق، و النائب في الحجّ، و غيره من العبادات، و الوصيّ، و مستحقّ الزكاة، على القول باشتراط العدالة فيهما.
فينبغي التكلّم في تحقيق معناها، و الطرق المثبتة لها، و قوادحها، فتمام الكلام فيها يقع في مقامات:
المقام الأوّل في بيان معنى العدالة لغة و شرعا
و اعلم: أنّها في العرف الكاشف عن اللغة يطلق على وصف يعبّر عنه بالفارسية ب«راست بودن»، و إليه ينظر ما في كلام جماعة من الفقهاء، كالمحقّق الكركي في جامع المقاصد [1] و المحقّق الأردبيلي في مجمع الفائدة [2] و غيرهما من تفسيرها لغة بالاستقامة.