و اعلم أنّ الأصحاب اختلفوا في المعاصي هل هي نوعان كبيرة و صغيرة و ليس كلّ معصية كبيرة كما عن الشيخ في المبسوط [1] و ابن حمزة [2] و الفاضلين [3] و جمهور المتأخرين؟ أو أنّ كلّ معصية كبيرة؟ نظرا إلى اشتراكها في مخالفة أمر اللّه تعالى و نهيه، و لكن قد يطلق الصغير و الكبير على الذنب بالإضافة إلى ما فوقه و ما تحته، فالقبلة صغيرة بالنسبة إلى الزنا كبيرة بالنسبة إلى النظر بشهوة، كما عن جماعة كالمفيد و الشيخ في العدّة و ابني البرّاج و إدريس و الشيخ أبي علي الطبرسي [4] بل عن الأخير ما يؤذن بدعوى الإجماع عليه من قوله: و إلى هذا ذهب أصحابنا رضي اللّه عنهم فإنّهم قالوا: المعاصي كلّها كبيرة، لكن بعضها أكبر من بعض، و ليس الذنوب صغيرة، و إنّما يكون صغيرا بالإضافة إلى ما هو أكبر و يستحق العقاب عليه أكثر.
و في الذخيرة: و يظهر دعوى الاتّفاق أيضا من كلام الشيخ في العدّة و ابن إدريس في السرائر أيضا [5].