responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رجال السنة في الميزان نویسنده : المظفر، الشيخ محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 63

الأمر الثاني – اشتمالها على الكفر:

إن جملة من أخبار صحاحهم مشتملة على الكفر كتجسم الله سبحانه وإثبات المكان والانتقال والتغيير له، وكعروض العوارض عليه من الضحك ونحوه، إلى غير ذلك مما يوجب الإمكان، حتى رووا أن الله سبحانه يدخل رجله في نار جهنم فيزوي بعضها لبعض وتقول: قط قط ، ومشتملة على وهن رسل الله ورسالاتهم، حتى أنهم صيروا سيد النبيين جاهلا في أول البعثة بأنه رسول مبعوث، فعلمه النصراني وزوجته خديجة أنه رسول الله، ومشتملة على ما يوجب كذب آي من القرآن، وعلى المناكير والخرافات، كما ستعرف ذلك في طي مباحث الكتاب إن شاء الله تعالى.

الأمر الثالث – تدليس أكثر رواتها:

إن أكثر رواتهم بل كلهم مدلسون في رواياتهم، ملبسون فيها، ومظهرون خلاف الواقع، كما لو كانت الرواية عن شخص مقبول بواسطة شخص غير مرضي، فيتركون الواسطة ويروونها عن المقبول ابتداء، أو يروونها عن ضعيف، ويأتون باللفظ المشترك بين الضعيف والثقة، ليوهم الراوي على القارئ أن المراد الثقة، لأنه يظهر أنه لا يروي إلا عن ثقة، إلى غير ذلك من أنواع التدليس، ولا يكاد يسلم أحد من رواتهم عنه، قال شعبة: (ما رأيت من لا يدلس من أصحاب الحديث إلا عمرو بن مرة وابن عون) كما نقله عنه في (ميزان الاعتدال)، (وتهذيب التهذيب) بترجمة عمرو بن مرة الجملي، ويكفيك أن البخاري ومسلماً كانا من المدلسين.

قال الذهبي في (الميزان) بترجمة عبد الله بن صالح بن محمد الجهني المصري (روى عنه البخاري في الصحيح، ولكنه يدلسه فيقول: حدثني عبد الله ولا ينسبه) وبمعناه في (تهذيب التهذيب) بترجمة عبد الله أيضاً.

وقد كان البخاري يدلس أيضاً في صحيحه محمد بن سعيد المصلوب الكذاب الشهير، لكن الذهبي حمله على الخطأ، قال بترجمة ابن سعيد: (أخرجه البخاري في مواضع وظنه جماعة) وهو حمل بعيد، ولو سلم فهو يقتضي عيباً آخر في (صحيح البخاري) وسيأتي ذكر هذين الرجلين في الأسماء.

ونقل ابن حجر [1] عن ابن منده (أنه قال في كلام له: أخرج البخاري قال فلان، وقال لنا فلان، وهو تدليس ) ثم قال ابن حجر: (الذي يظهر لي أنه يقول فيما لم يسمع، قال: وفيما سمع لكن لا يكون على شرطه أو موقوفا قال لي، أو قال لنا، وقد عرفت ذلك بالاستقراء من صنيعه).

ونقل ابن حجر أيضاً [2] عن ابن منده ( أنه قال في حق مسلم كان يقول فيما لم يسمعه من مشايخه، قال لنا فلان، وهو تدليس) فإذا كان هذا حال الصحيحين وصاحبيهما – وهما بزعمهم أصح الكتب – فكيف حال غيرهما وكيف تعتبر أخبارهم، وبأي شيء يحصل الأمن لمن يريد الاحتجاج بها.

والتدليس طريقة شائعة مستمرة بين جميع طبقاتهم على أنه كذب في نفسه غالباً ، والكذب موجب لفسق صاحبه، قال ابن الجوزي (من دلس كذاباً فالإثم له لازم، لأنه آثر أن يؤخذ في الشريعة بقول باطل).


[1] تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس: المطبوع بمصر سنة 1322 ص 6.

[2] نفس المصدر ص 7.

نام کتاب : رجال السنة في الميزان نویسنده : المظفر، الشيخ محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست