responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رجال السنة في الميزان نویسنده : المظفر، الشيخ محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 49

ولهذه الأمور ونحوها خفي جلُّ فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) وإن جل الباقي عن الإحصاء، ونأى عن العدو الاستقصاء، وليس بقاؤه إلا عناية من الله تعالى بوليه، والدين الحنيف.

ويشهد لإخفائهم فضائله ما رواه البخاري عن أبي إسحاق [1]، قال:

(سأل رجل البراء وأنا أسمع : أشهد عليّ بدراً؟ قال: بارز وظاهر).

أترى أنه يمكن أن يخفى في الصدر الأول محل أمير المؤمنين (عليه السلام) ببدر، حتى يحتاج إلى السؤال عن مشهده بها، وهي إنما قامت بسيفه، لولا اجتهاد الناس في كتمان فضائله، وإذا رووا شيئاً منها فلا يروونه على وجهه وبتمامه، كما تدل عليه روايتهم لخطبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الغدير.

أمن الجائز عقلا أن يأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بخم ما تحت الدوح، ويجمع المسلمين – وكانوا نحو مائة ألف – ويقوم في حر الظهيرة تحت وهج الشمس، على منبر يقام له من الأحداج، ويصعد خطيباً وهو بذلك الاهتمام رافعاً بعضد علي (عليه السلام)، ثم لا يقول إلا: ((من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه))، لا أرى عاقلا يرتضي ذلك، ولا سيما إذا حمل المولى على الناصر أو نحوه، فلابد أن تكون الواقعة كما رواها الشيعة وأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خطب تلك الخطبة الطويلة البليغة الجليلة، التي أبان فيها عن قرب موته، وحضور أجله، ونص على خلفائه، وولاة الأمر من بعده، وأنه مخلف في أمته الثقلين، آمراً بالتمسك بهما لئلا يَضِلُّوا ، وبيعة علي (عليه السلام) ، والتسليم عليه بإمرة المؤمنين.


[1] صحيح البخاري: 3 باب قتل أبي جهل من كتاب المغازي.

لكن القوم بين من لم يرو أصل الواقعة – إضاعة لذكرها – وبين من روى اليسير منها بعد الطلب من أمير المؤمنين (عليه السلام)، فكان لها بعده نوع ظهور، وإن اجتهد علماء الدنيا في درس أمرها، والتزهيد بأثرها، ولو رأيت كيف يسرع علماؤهم في رمي الشخص بالتشيع، الذي يجعله هدفاً للبلاء، ومحلا للطعن، لعلمت كيف كان اهتمامهم في درس فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكيف كان ذلك الشخص في الإنصاف والوثاقة بتلك الرواية التي رواها، حتى أنهم رموا النسائي بالتشيع، كما ذكره في (وفيات الأعيان) وما ذلك إلا لتأليفه كتاب: (خصائص أمير المؤمنين (عليه السلام)) وقوله: لا أعرف لمعاوية فضيلة إلا ((لا أشبع الله بطنه)) مع استفاضة هذا الحديث حتى رواه مسلم في صحيحه كما ستعرف.

وكذا رموا بالتشيع أبا عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وعبد الرزاق، وأبا حاتم الرازي، وابنه عبد الرحمن، وغيرهم ممن لا ريب بتسننه من علمائهم، لروايتهم بعض فضائل آل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وعنايتهم بها في الجملة، وما ذلك إلا ليحصل الردع بحسب الإمكان عن رواية مناقبهم وتدوينها، وإن كان قصد الراوي بيان سعة اطلاعه، وطول باعه، وإذا صحح قسما منها زاد طعنهم فيه، وفي روايته، مع أن طريقتهم التساهل في باب الفضائل، لكن في فضائل أعداء أهل البيت (عليهم السلام).

فظهر مما ذكرنا لكل متدبر: أن جميع ما روي في مناقب آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكذا مثالب أعدائهم، حق لا مرية فيه، ولا سيما مع روايته عندنا، وتواتر الكثير منه، فيكون مما اتفق عليه الفريقان، وقام به الإسنادان، بخلاف ما روي في فضائل مخالفي أهل البيت، فإنه من رواية المتهمين بأنواع التهم،

نام کتاب : رجال السنة في الميزان نویسنده : المظفر، الشيخ محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست