responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رجال السنة في الميزان نویسنده : المظفر، الشيخ محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 38

مزيجاً بدم الرجل ولحمه، كان فرداً عاماً محذوفاً عنه جميع الإضافات الخاصة، ولمثله الحق أن يكون على رأس أمة إسلامية عالمية.

مع أنه كان قدوة في التقوى كان بعيداً عن التقشف والرياء، يحضر على المائدة الفخمة ويشارك الفقراء في مآكلهم البسيطة لا ينكر الأول تقشفاً ولا الثاني تكبراً، يبتسم للفقير ولا يخضع لذوي الجاه والسلطان، متواضع مع الأول وعظيم مع الثاني، وكان عظيماً مع الناس أكثر من عظمته عند نفسه على حد قول إمامنا السجاد ((عليه السلام)) ((ولا ترفعني في الناس درجة إلا حططتني عند نفسي مثلها)).

وإني لأحفظ له كلمة، وكم له من كلمات خالدة وهي: (إن الرياء في زماننا لا معنى له لأن سوء الظن بلغ بالناس حداً يتوهمون العبادة الخالصة من المؤمن رياء فلا فائدة للمرائي ورياؤه لا ينخدع به الناس).

وفاته ومدفنه

هكذا بعد هذه الحياة المثالية الحافلة بالعلم والعمل والتقى والصلاح. اطمأنت نفس شيخنا الإمام المظفر، ورجعت إلى ربها راضية مرضية وذلك ظهيرة يوم الأربعاء الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول سنة خمس وسبعين وثلثمائة وألف من الهجرة النبوية: بمستشفى الكرخ ببغداد بعد مرض عضال فاهتزت الأوساط الشيعية في العراق وغيره لهذا النبأ المروع ونقل جثمانه الطاهر إلى النجف الأشرف بموكب قل نظيره، حيث رقد بجوار إمامه وإمامنا سيد العارفين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ((عليه السلام))، وفي مقبرته الخاصة الكائنة على الشارع العام من طريق الكوفة اليوم، وقد كان يوماً مشهوداً شاركت فيه جماهير المؤمنين وتعطلت فيه الأعمال وأغلقت الأسواق وتوقفت الدراسات الدينية والبحوث الخارجية لمدة عشرة أيام، حزناً على شيخنا العظيم، وأقيمت الفواتح في النجف وفي كثير من أنحاء العراق وخارجه وامتدت إلى يوم الأربعين، كما أقيمت في ذكراه الأربعينية حفلة تأبينية كبرى في مدرسة الإمام البروجردي في النجف الأشرف يوم 8

نام کتاب : رجال السنة في الميزان نویسنده : المظفر، الشيخ محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست