responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دَفْعُ الشُبَه عن الرسول(ص) والرسالة نویسنده : الحصني الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 63

فمن حقّق نظره واستعمل فكره، وجد نفسه أجهل الجاهلين بعظمة هذا العظيم.

فلا يقدّره أحد قدره ولا يعرفه سواه، وإن قرّبه وأدناه فسبحانه ما اثنى عليه حقّ ثنائه غيرُه، ولا وصفه بماغ يليق به سواه عجز الانبياء والمرسلون عن ذلك، قال أجلّهم قدراً وأرفعهم محلاً وأبلغهم نُطقاً، مع ما أُعطي من جوامع الكَلِم: «لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك».

ومن تأمل كلام الله ـ عزّ وجلّ ـ وجده محشواً بتنزيهه تارةً بالتصريح ; وتارة بالتلويح، وتارة بالاشارات، وتارة بما تقصر عنه العبارات.

وهؤلاء[1] العلماءُ ورثة الانبياء عليهم الصلاة والسلام، الذين قربوا من درجة النبوّة، لانّهم دلّوا الناس على ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلا، ويرجح مدادهم على دم الشهداء، ويستغفر لهم من في السموات والارض حتّى الحيتان في الماء، وهم أمناء الله ـ عزّ وجلّ ـ في أرضه، وأحدهم على الشيطان أشدّ من ألف عابد.

وقد قيل في قوله تعالى: (ربِّ زدني علماً)[2] : أي زدني علماً بالقرآن ومعانيه.

وهؤلاء لهم علم لَدُنيّ يرد على قلوبهم من غيب الهدى، لها جَوَلان في


[1] معطوف على الانبياء أي عجزوا كما عجز الانبياء عن وصف ربّنا ـ عزّ وجلّ ـ كما ينبغي له ويليق به، ولولا ما علّمهم الله تعالى في دينه ما عرفوا ما عرفوا من وحيه، وإنّما قلنا بذلك العطف ; لانّه لم يحيء بعدهم حديث عنهم، فليعلم. انتهى.مصحّحه.

[2] الكهف: 114.

نام کتاب : دَفْعُ الشُبَه عن الرسول(ص) والرسالة نویسنده : الحصني الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست