responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دَفْعُ الشُبَه عن الرسول(ص) والرسالة نویسنده : الحصني الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 48

الله الخلق كتب في كتاب، فهو عنده فوق العرش: أنّ رحمتي غلبت غضبي) وفي لفظ: «سبقت».

قال القاضي المشبِّه ـ تلميذ ابن حامد ـ: ظاهر قوله: «عنده» التقرب من الذات.

وما قاله يستدعي القرب والمساحة، وذلك من صفات الاجسام، وقد عمي عن قوله تعالى: (مسومة عند ربِّكَ) .

ومن المعلوم أنّك تقول: عندي فوق الغرفة كتاب كذا، وهو في موضع شاسع نازل عن الغرفة بمسافة بعيدة.

ثمّ إنّ هذا القاضي روى عن الشعبي أنّه قال: إنّ الله قد ملا العرش حتّى أنّ له أطيطاً كأطيط الرَّحْل، وهو كذب على الشعبي[1] .

وقال بعضهم: (ثم استوى على العرش) قعد عليه.

وقال ابن الزاغوني: خرج عن الاستواء بأربع أصابع[2] .

ولهم ولاتباعهم مثل ذلك خبائث كلّها صريحة في التشبيه والتجسيم، لا سيما في مسألة الاستواء.

وهو ـ سبحانه وتعالى ـ متنزه عمّا لا يليق به من صفات الحَدَث.

ثمّ إنّ هؤلاء الجمادات وأعالي الجهلة، يلزمهم أن يقولوا في الحديث الذي رواه مسلم وغيره ما لم يمكن القول به من أجهل الناس: (ولا يزال عبدي يتقرّب اليّ بالنوافل حتّى أُحبه، فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به،


[1] دفع شبه التشبيه ص249.

[2] دفع شبه التشبيه ص248.

نام کتاب : دَفْعُ الشُبَه عن الرسول(ص) والرسالة نویسنده : الحصني الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست