صدور العتب
(الطويل)
تضيق صدور العتب، و العذر أوسع، # و يجمح طرف الهجر و الودّ أطوع
لك اللّه من قلب ملاه و فاؤه، # فليس لعذر في نواحيه مرتع
و لي خاطر ما إن سلكت مضاءه # على الهمّ إلاّ كاد في الدّهر يقطع
إليك فما تظمأ إلى الغدر همّتي، # إذا ما سقاني من ودادك مشرع
و لكنّني في معشر حلي ودّهم # إذا ما اجتلته النّائبات التّصنّع
إذا ركضت أقوالهم في مسامعي # على العذر جاءت خاطري و هي ظلّع
لحا اللّه هذا الدّهر سيفا على المنى، # أوصّل آرابي بها و يقطّع
إذا شمت منه بارق العزم ردّني # كليل لحاظ النّاس و الخطب يهمع
صحبت الرّجال الخابطين إلى العلى، # فثبّطني لؤم الزّمان و أسرع [1]
أ ما لي من حظّ المكارم أن أرى # سريعا إلى داعي العلى حين يسمع
تردّ سهامي الحادثات طوائشا، # و في قوس عزمي لو تبوّع منزع [2]
أصرّف فهمي، و المقاول سرّع، # و أملك حلمي، و العوامل شرّع
السكّين
و مهتزّة العرنين رقراقة السّنا، # تناسب مستنّ البروق اللّوامع [3]
أفاض على أعطافها القين حلّة، # تفضفض في مثل النّجوم الطّوالع [4]
[1] ثبطني: أحرّني.
[2] تبوّع: امتد.
[3] السّنا: المنظر البرّاق.
[4] القين: الحدّاد-تفضفض: توسّع.