تضيء القوافي
(الطويل)
سأله صديقه بكر بن محمد بن علي بن شاهويه إنفاذ شيء من شعره فكتب له هذه الأبيات.
تجمجم بالأشعار كلّ قبيلة، # و في القول محفوظ عليها و ضائع [1]
و كلّ فتى بالشّعر تجلو همومه # و يكتب ما تملي عليه المطامع
و شعري تختصّ القلوب بحفظه، # و تحظى به دون العيون المسامع
و أولى به من كان مثلك حازما، # يذبّب عن أطرافه و يقارع
ستظفر من نظمي بكلّ قصيدة، # كما حلّت اللّيل النّجوم الطّوالع
تضيء قوافيها وراء بيوتها، # طراقا، كما يتلو النّصول القبائع [2]
إذا هزّها السّمّار طار لها الكرى، # و هزّت جنوب النّائمين المضاجع
و غيرك يعمى عن معان مضيئة، # كما تقبض اللّحظ البروق اللّوامع
و ما كلّ ممدوح يلذّ بمدحه، # إلا بعض أطواق الرّقاب جوامع [3]
وصف الذئب
و عاري الشّوى و المكبين من الطّوى، # أتيح له باللّيل عاري الأشاجع [4]
أغيبر مقطوع من اللّيل ثوبه، # أنيس بأطراف البلاد البلاقع
[1] تجمجم: تقول كلاما مبهما.
[2] القبائع، جمع قبيعة: ما على طرف مقبض السيف من فضّة أو غيرها.
[3] الجوامع: الأغلال.
[4] الشوى، جمع شواة: جلدة الرأس، و اليدان، و الرجلان، و الأطراف-