نام کتاب : ديوان الشريف الرضي نویسنده : السيد الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 6
تتسم بالحزن و الشكوى. و لما توفي عضد الدولة (372 ه/982 م) نشب الصراع بين ولديه شرف الدولة و صمصام الدولة، و آلت النتيجة الى انتصار شرف الدولة، فدخل بغداد ظافرا، و كان قد أطلق سراح الشريف الوالد و رفاقه و صحبهم الى مدينة السلام. فنظم الرضي قصيدة تعكس فرحه بحرّية أبيه، و ممّا جاء فيها:
طلوع هداه إلينا المغيب # و يوم تمزّق عنه الخطوب
لقيتك في صدره شاحبا # و من حلية العربيّ الشّحوب
قدمت قدوم رقاق السّحاب # تخطّ و الرّبع ربع جديب
فما ضحك الدهر إلاّ إليك # مذ بان في حاجبيه القطوب
و مدح شرف الدولة و شكره على ما عمله بقصيدة طويلة مطلعها:
أحظى الملوك من الأيّام و الدّول # من لا ينادم غير البيض و الأسل
و لما توفي والد الرضي أبو أحمد الموسوي رثاه شاعرنا بقصيدة طويلة مطلعها:
و سمتك حالية الربيع المرهم # و سقتك ساقية الغمام المرزم
أمّا أم الرضي فهي فاطمة بنت الحسين الناصر الذي عظم شأنه في أيام معز الدولة البويهي. و ولي جدّه لأمه نقابة العلويين في بغداد بعد أن اعتزلها والد الرضي. و قد ذكره شاعرنا في إحدى قصائده عند ما أظهر طرفي المجد في نسبه قائلا:
أردّ النّوائب بالموسويّ # و أعطي الرّغائب بالناصر
و كان للنسب الشريف أثره في تكوين شخصية الرضي. ففي القرن الرابع الهجري كانت علّية المجتمع البغدادي تنقسم إلى فئات: فئة تعتز بشرفها و نسبها و دمها كالعلويين و العباسيين و البويهيين و المهلبيين، و فئة تعتز بمناصبها كالوزراء و القادة و رؤساء الدواوين، و فئة تفاخر بعلمها و دينها و أدبها كالفقهاء و المتكلمين و الأدباء. و كان الرضي في صميم الأسرة العلوية، و تأتيه القرشيّة الصريحة من رسول اللّه عن طريق ابنته
نام کتاب : ديوان الشريف الرضي نویسنده : السيد الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 6