و إذ عيشنا الرّقراق يسبغ خفضه # علينا، و إذ طير النّعيم وقوع [1]
إلى أن مشى بيني و بينكم الرّدى، # و قطّع أقران الصّفاء قطوع
و في كلّ يوم صاحب أستجدّه، # و ينزعه من راحتيّ نزوع
إذا قلت يخطوه الحمام هوت به # نيوب ردى فيها السّمام نقيع
سلام على تلك القبور، و جادها # بأروى و أسنى ما يجود ربيع
فلا تغبطونا إذ أقمنا، و أنتم # على ظعن، إنّ اللّقاء سريع
تفرّقوا
(مخلّع البسيط)
أ أترك الغرّ من لداتي، # خوالي البيض و الدّروع [2]
تحدو اللّيالي بهم رفاقا، # ماضيهم معوز الرّجوع
تفرّقوا لا عن اختيار، # و انتقلوا لا إلى ربوع
رجعت في إثرهم برغمي، # بعد نزاع إلى نزوع
أبقى الجوى جرحة بقلبي # ما عشت، مكتومة النّجيع [3]
كم غبن الموت عن كريم، # و قارع الخطب عن قريع
بانوا، فلم أنتزح عليهم # دمعي، و لم أستذب ضلوعي [4]
و أسفح الدّمع للأعادي، # إنّي، إذا، فارغ الدّموع [5]
[1] الخفض: هو العيش الهني المريح.
[2] الغر: صاحب الجبين المشرق-لداتي: رفاقي، من هم من عمري.
[3] النجيع: الدم.
[4] بانوا: بعدوا، رحلوا.
[5] أسفح: أذرف.
غ