يا حسنكم في الدّهر أذ # نابا، و أقبحكم رءوسا
خلّوا الطّريق لمن تعـ # وّد أن تجرّبه خميسا
و دعوا السّياسة في العلى، # لأغرّ يحسن أن يسوسا
هذا خمار فتى أدا # ر من البلاء لكم كئوسا [1]
البحر الزاخر
(الكامل)
يا ذاكر النّعماء إن نسيت، # و مجدّد المعروف إن درسا
و منبّه الآمال إن رقدت # بالطّول لا أغفى و لا نعسا [2]
نصل إذا وقف النّصول مضى؛ # جبل إذا اضطرب الجبال رسا
للّه بحر ما هتفت به # حتّى استهلّ عليّ و انبجسا [3]
أجممت جمّته، ففاض بها # يطأ الرّبى و يبلّل اليبسا [4]
زخرت غواربه إليّ، و لم # يقل الرّجاء: لعلّما و عسى
و أغرّ مختلس مكارمه، # إنّ الكريم يرى النّدى خلسا
غرس الصّنائع ثمّ عاد به # عود النّدى، فسقى الذي غرسا
كالعضب فيه صاقل عمل # ينفي القذى، و يباعد الدّنسا
من معشر ركبوا المكارم في # أولى الزّمان مصاعبا شمسا
شغلوا ملابسها فلم يدعوا # للنّاس إلاّ الدّنس اللّبسا [5]
[1] الخمار: صداع الخمر.
[2] الطّول: الفضل، السعة، الاحسان و المعروف. و نشير الى أنه يوجّه القصيدة الى صديق له.
[3] انبجس: تدفق.
[4] الجمة: شعر الرأس، استعارها للاشارة الى مقامه.
[5] اللبس، من الالتباس: الشبهة.