فليس ظنّي فيه كاذب الخبر، # و لا رجائي ببعيد المنتظر
قد زاده اللّه على عظم الخطر، # مكارما ذات حجول و غرر
فات بها كلّ جواد و طمرّ، # سبقا إلى غاية كلّ مفتخر [1]
فاللّه يعشي عنه ناظر الغير، # ما طلع النّجم، و أورق الشّجر
انتظرها
(المتقارب)
أرى ركدة ريحها يرتجى، # و مظلمة صبحها ينتظر
لعلّ همومك هذي الطّوال # سيكشفها فرج مختصر
فتأمن من حيث يخشى الأذى، # كما خبت من حيث يقضى الوطر
إذا عاد جدّ كأن لم يزل، # و إن سرّ دهر كأن لم يضرّ [2]
و قالوا: انتظرها على بطئها، # و من ضامن العمر للمنتظر
و هل نافعي يوم أقضي صدى، # إذا صاب وادي قومي المطر؟ [3]
فإن لم يكن فرج في الحياة، # فكم فرج في انقضاء العمر
الهمّ الضيف
(الطويل)
إذا ضافني همّ أملّ طروقه # ببعض اللّيالي، أو أضيق به صدرا [4]
و لم أر لي ما يطرد الهمّ مثله، # سماعا يجلّي عن ضمير و لا خمرا
[1] الطمر: الجواد السريع.
[2] جد: حظ-كأن لم يزل: كأنه لم يكن غائبا و زائلا.
[3] أقضي صدى: أهلك عطشا.
[4] طروقه: قدومه ليلا.
غ