و في الحيّ بيتي خالفا، و كأنّني # من الوجد يوري بين أقبرهم قبري
كأنّي مغلوب على نصل سيفه، # أقام بلا ناب يروع و لا ظفر
فما أتلافى الغمض إلاّ على قذى، # و لا أتناسى الوجد إلاّ على ذكر
و قالوا اصطبر للخطب، هيهات إذ مضى # مقوّم درئي، و المعين على دهري
نجدي تغوّر
(الطويل)
و ذي نضد لا يقطع الطّرف عرضه، # إذا قيل نجديّ المباح تغوّرا [1]
تخال به ركني أبان و شابة # أطلاّ و رجراجا من الرّمل أعفرا [2]
إذا مدّ بالأعناق قعقع رعده # كعود الملا إن عضّه العبء جرجرا [3]
كما اصطرعت رايات قيس و خندف # عجالى يجرّون العديد المجمهرا
إذا أجّ بالإيماض قلت: ابن كفّة # يضرّم بالغاب الأباء المسعّرا [4]
تشوّل تشوال البروق ببرقة، # و رجّع قرقار الفنيق بقرقرا [5]
كأنّ به النّوتيّ من سيف جدّة # على عجل يزجي السّفين الموقّرا [6]
له نعرات بين قوّ و رامة، # و لا نعرات الشّيخ أوس بن معيرا [7]
[1] النضد من الجبال: صخور بعضها فوق بعض-المباح: الواضح، البيّن.
[2] أبان و شابة: جبلان.
[3] العود: الجمل المسن-الملا: الصحراء.
[4] أجّ: عدا-الكفّة من الغيم: حرفه، منتهاه، طرّته-الأباء: القصب.
[5] تشوّل: ارتفع-البرقة: الأرض الغليظة-القرقار: هدير البعير- الفنيق: الفحل المكرم-القرقر: القاع الأملس.
[6] سيف جدة: شاطئ البحر-يزجي: يسوق، يدفع-الموقر: الثقيل.
[7] النعرات: الهيجان-قو و رامة: موضعان.