مرّوا يجرّون الرّماح لغارة، # و الطّالعات عن الدّجى لم تجرر
فكأنّما الجرباء لمّة أحلس # و لها المجرّة مفرق لم يستر [1]
أفشى حنين ركابهم سرّ السّرى # لغبا، فأضمر في نزائع ضمّر
نحروا بها نحر الفلاة، و قلّبوا # قلب الظّلام على ذميل مسعر [2]
و العيس تلطم خدّ كلّ مفازة، # و تريق ما أبقى المزاد و تمتري
و لربّ منذلق تمنطق سيفه، # بنجيع كلّ ممنطق و مسوّر
و مسوّد بالغدر وجه وفائه، # عصفرته بشبا الوشيج الأسمر
فشفيت غلّ النّفس من حوبائه # نهلا يعلّ من الدّم المثعنجر [3]
خلع الحياء جناته، و صوارمي # خلعت عليه يلمقا لم يزرر [4]
و لقد رميت ضميره من خشيتي # بأحدّ من طرف السّنان، و أعقر
و لربّ روع رعته بفوارس، # قلبوا صدور رماحهم للأظهر
فكدرت تحت النّقع، من جباتهم # مثل النّجوم على العجاج الأكدر
و هم الألى ربّت لهم أحسابهم # ولد المعالي في حجور الأعصر
من كلّ أبلج مذ تلثّم وجهه # بالنّقع في طلب العلى لم يسفر
ما زال يخطر في غمامة قسطل، # بين العوالي، أو قميص سنّور [5]
لا يتّقي الشّمس، الظّهائر، إن سرى، # إلاّ بظلّ قنا و عارض عثير [6]
في معرك سحب العجاج ذوائبا # سودا به، فوق النّجيع الأحمر [7]
[1] الجرباء: السماء-الأحلس: الكثير الشعر.
[2] الذميل: نوع من السير السريع-المسعر: الشديد العدو.
[3] الحوباء: النفس-المثعنجر: السائل.
[4] اليلمق: القباء و هو ثوب يلبس فوق الثياب.
[5] القسطل: غبار الحرب الساطع-السنّور: السلاح، لباس من جلد كالدرع.
[6] الظهائر، جمع ظهيرة: انتصاف النهار-العثير: الغبار.
[7] النجيع الأحمر: النجيع هو الدم، و من باب التأثير قال: الأحمر.
غ