مشيّع الرّأي إن كرّت أسنّته، # جرّ القنا بين منآد و منأطر [1]
فاسلم، إذا نكب المركوب راكبه، # و استأسد الدّهر بالأقدار و الغير
لك السوابق
(البسيط)
نظم الشاعر هذه القصيدة في مدح خاله.
لك السّوابق و الأوضاح و الغرر، # و ناظر ما انطوى عن لحظه أثر
و عاطفات من البقيا، إذا جعلت # محقّرات من الأضغان تبتدر
إطراقة كقبوع الصّلّ يتبعها # عزم يسور، فلا يبقي و لا يذر [2]
و اللّيث لا ترهب الأقران طلعته # حتّى يصمّم منه النّاب و الظّفر [3]
أنت المؤدّب أخلاق السّحاب، إذا # ضنّت بدرّتها العرّاصة الهمر [4]
من بعد ما اصطفقت فيها صواعقها، # و شاغب البرق في أطرافها المطر
و البالغ الأمر جالت دون مبلغه # سمر القنا، و أمرّت دونه المرر [5]
و القاذف النّفس في حمراء إن خفيت # بالنّقع نمّ على ضوضائها الشّرر
في جحفل لم تزل تهدي أوائله # مطالع من نجاد الأرض تنتظر
إن نال منك زمان في تصرّفه # ما لا يملّكه من غيرك القدر
فالبيض تعلق إن سارت مهجّرة # من الشّحوب بما لا تعلق السّمر
[1] المنآد: المنحني، المنعطف-المنأطر: المنثني.
[2] القبوع، من قبع: أدخل رأسه في جلده و توارى-الصل: الحيّة الخبيثة.
[3] الأقران: الشجعان، جمع قرن.
[4] العرّاصة: السحابة ذات البرق و الرعد-الهمر: السيالة.
[5] أمرّت: فتلت، حبكت-المرر، جمع مرة: قوة الخلق و شدته.