خذي نفسي
(الطويل)
خذي نفسي يا ريح من جانب الحمى # فلاقي بها ليلا نسيم ربى نجد
فإنّ بذاك الحيّ إلفا عهدته، # و بالرّغم منّي أن يطول به عهدي
و لو لا تداوي القلب من ألم الجوى # بذكر تلاقينا قضيت من الوجد
و يا صاحبيّ اليوم عوجا لتسألا # ركيبا من الغورين أنضاؤهم تخدي [1]
عن الحيّ بالجرعاء جرعاء مالك، # هل ارتبعوا و اخضرّ واديهم بعدي [2]
كأنّ بعيني بعدهم غائر القذى # إذا أنا لم أنظر إلى العلم الفرد
شممت بنجد شيحة حاجريّة، # فأمطرتها دمعي، و أفرشتها خدّي [3]
ذكرت بها ريّا الحبيب على النّوى، # و هيهات ذا يا بعد بينهما عندي
و إنّي لمجلوب لي الشّوق كلّما # تنفّس شاك، أو تألّم ذو وجد
تعرّض رسل الشّوق و الرّكب هاجد، # فتوقظني من بين نوّامهم وحدي [4]
فقلت لأصحابي: أ لا تتزافروا؟ # رويدكم!إنّ الهوى داؤه يعدي [5]
و ما شرب العشّاق إلاّ بقيّتي، # و لا وردوا في الحبّ إلاّ على وردي
[1] أنضاء، جمع نضو: الهزيل من النوق-تخدي: تسرع.
[2] الجرعاء: رملة مستوية لا ينبت فيها شيء، و هي هنا اسم موضع.
[3] شيحة: نبتة طيبة الرائحة.
[4] هاجد: نائم.
[5] تتزافروا: تتنهّدوا.
غ