لبشر مصفّق الأخلاق عذب، # و جود مهذّب النّشوات سمح
وقور ما استخفّته اللّيالي، # و لا خدعته عن جدّ بمزح
إذا ليل النّوائب مدّ باعا # ثناه عن عزيمته بصبح
و إن ركض السّؤال إلى نداه # تتبّع إثر وطأته بنجح
و أصرف همّتي عن كلّ نكس # أملّ على الضّمائر كلّ برح [1]
يهدّدني بقبح بعد حسن، # و لم أر غير قبح بعد قبح
يضنّون و أسمح
(الطويل)
أبثّك أنّي راغب عن معاشر # يضنّون بالودّ القليل، و أسمح
إذا ما جنوا ذنبا عليّ احتقرته، # فأعفو عن الذّنب العظيم و أصفح
و يظهر لي قوم بعادا و جفوة، # و ما علموا أنّي بذلك أفرح
صبرا على نوب الزمان
(مجزوء الكامل)
صبرا على نوب الزّما # ن و إن أبى القلب القريح
فلربّ مبتسم، و قد # أخذت مآخذها الجروح
يسعى الفتى متماديا، # و يد المنون له تليح
كم آمل يغدو على الـ # أمل البعيد، فلا يروح
بينا يشاد له البنا # حتّى يخطّ له الضّريح
[1] أملّ: أطال، أوقع في الملل-البرح: الشدّة و الأذى.