أداري المقلتين
(الوافر)
نظمها في رثاء صديق له من العرب، قتله بنو تميم، و قيل إن هذا الرجل كان داعيته، و له فيه مراث كثيرة.
أداري المقلتين عن ابن ليلى، # و يأبى دمعها إلاّ لجاجا
لها ثبط على الأيّام باق # تجيش بها معينا أو أجاجا [1]
كأنّ بها ركيّة مستميت، # يخضخضها بكورا و ادّلاجا
أذود النّفس عنه، و ذاك منها # عنان ما ملكت له معاجا [2]
كأنّ العين، بعد اليوم، جرح # إذا طبّوا له غلب العلاجا
تجمّ على القذى، و تفيض دمعا، # مطال الدّاء و ادع ثمّ هاجا [3]
و أين كفارس الفرسان عمرو، # إذا رزء من الحدثان فاجا [4]
بحقّ كان أوّلهم ولوجا # على هول و آخرهم خراجا
إذا رسبت حصاة القلب منه، # طفا قلب الجبان به انزعاجا
بكيتك للسّوابق موضعات # قماص السّرب أعجز أن يعاجا [5]
يقرّطها الأعنّة مبدلات، # مكان جلالها، العلق المجاجا [6]
[1] الثبط: الضعف-الأجاج: الهيجان.
[2] المعاج: عطف رأس البعير بالزمام.
[3] تجم، من الجم: تجمع الماء بكثرة.
[4] فاجا: فاجأ.
[5] السوابق، الجياد السريعة-موضعات: مسرعات-القماص، من قمص الجواد: رفع يديه و طرحهما معا و عجن الأرض برجليه.
[6] العلق: الدم-المجاج: السائل.
غ