يا دهر!حسبك قد أصبت مقاتلي، # ما زلت تطلب بالمقادر غرّتي
ما لي أحيل على سواك بما جنى # قدر على قدر، و أنت بليّتي
تمر الليالي
(المتقارب)
وقفنا لهم من وراء الخطو # ب، نطالعهم من خصاصاتها [1]
و نرقب يوما كأيّامها، # و ليلة نحس كليلاتها
فإنّ عصا الدّهر لمّا تدع # سياق الأمور لغاياتها
و إنّ الحبائل منصوبة، # فلا تستغرّوا بإفلاتها
تسنّمتموها طوال الذّرى، # فصبرا على بعد مهواتها [2]
و من أمطرته سماء الغنى # هوى في سيول قراراتها
فيا لك دنيا تريش الرّجا # ل، و تنحي عليهم بمبراتها [3]
و إنّ منائحها للفتى، # لرهن له بنكاياتها
فبينا تقول له: هاكها! # إلى أن تقول له: هاتها
أ لم تعلموا أنّ أيّامكم # تعدّ إلى حين ميقاتها [4]
فكيف وثقتم بأعوامها، # و نحن نضنّ بساعاتها
فلا تطلبنّ لهم عثرة، # ستأتيهم هي من ذاتها
تمرّ اللّيالي على نهجها، # و تجري الخطوب لعادتها
[1] الخصاصات، جمع خصاصة: شق الباب.
[2] تسنّم: ركب السنام.
[3] تريش: تغني-تنحي عليهم: تقبل عليهم-المبراة: ما يبرى به القوس.
[4] ميقاتها: أوقاتها.
غ