تذكّركم بذي قار طعانا، # و ما جرّ القنا يوم الكلاب [1]
عليها كلّ أبلج من قريش، # لبيق بالطّعان و بالضّراب
يسير، و أرضه جرد المذاكي، # و جوّ سمائه ظلّ العقاب [2]
و عندي للعدى، لا بدّ، يوم # يذيقهم المسمّم من عقابي
فأنصب فوق هامهم قدوري، # و أمزج من دمائهم شرابي
و أركز في قلوبهم رماحي، # و أضرب في ديارهم قبابي
فإن أهلك فعن قدر جريّ، # و إن أملك فقد أغنى طلابي
مضى الرجال
(المنسرح)
لم يبق عندي من الإباء سوى الـ # نّظرة محمرة من الغضب
و عضّ كفّي على الزّمان من الغيـ # ظ، و شكوى وقائع النّوب
أو زفرة، تحسب الضّلوع لها # أطر قسيّ يرمين باللّهب [3]
مضى الرّجال الأولى مذ افترقوا # عنّي صار الزّمان يلعب بي
أقول لمّا عدمت نصرهم: # و ألهف أمّي عليكم و أبي
[1] ذي قار و يوم كلاب: من أيام العرب.
[2] جرد المذاكي: الجياد القصيرة الشّعر و الذكيّة.
[3] الأطر: منحنى القوس.
غ