شعبا مفرّقة يطير فضاضها، # كالقعب منصدعا، و لمّا يرأب [1]
هتف الرّدى بجميعهم فتتابعوا # طلق العطاس بني أب و بني أب
وردوا، و إنّي بعدهم كظمية # تسل القوارب عن بلوغ المشرب [2]
طرق الزّمان بكلّ خطب بعدهم، # فإذا رأيت عجيبة لم أعجب
فارقت الشباب
(الوافر)
غدا في الجيرة الغادين لبّي # جميعا، ثمّ راجعني و ثابا
لئن فارقتهم و بقيت حيّا، # لقد فارقت بعدهم الشّبابا
سواد و بياض
تملّ من التّصابي حين تمسي # و لا أمم صباك، و لا قريب [3]
سواد الرّأس سلم للتّصابي، # و بين البيض و البيض الحروب [4]
و ولاّك الشّباب على الغواني، # فبادر قبل يعزلك المشيب
[1] القعب: القدح الغليظ-لمّا يرأب: لما يصلح.
[2] ظمية: عطشانة-القوارب، جمع قارب: طالب الماء ليلا.
[3] الأمم: القصد.
[4] البيض (الأولى) : الحسان-البيض (الثانية) : الشيب.
غ