إذا خبا برقه استعان على # إيقاده بالمجلجل اللّجب
لترتوي ثمّ أعظم نزلت # داجي الدّماميم موحش الحدب [1]
بحيث تزوى عن النّسيم، و تسـ # تدرج عنّا مطالع الشّهب
فثمّ بشر أصفى من الغدق الـ # عذب وجود أندى من السّحب
و أجبل كان يستذمّ به # من اللّيالي فساخ في التّرب [2]
لا تحسبنّ الخلود بعدك لي؛ # إنّ المنايا أعدى من الجرب
إن انج منها و قد شربت بها، # فإنّ خيل المنون في طلبي
صبرا على الضرّاء
(الرجز)
لا لوم للدّهر، و لا عتابا، # تغاب!إنّ الجلد من تغابى
صبرا على الضّرّاء و احتسابا، # أصبرنا أعظمنا ثوابا
ما الدّمع ممّا يزع المصابا، # و لا يردّ القدر الغلاّبا [3]
أمضى الزّمان حكمه غلاّبا، # أصابنا و طال ما أصابا
يولغ ظفرا للرّدى، و نابا، # لا يبكين حاضرنا من غابا
ما غاب منّا غائب فآبا، # و ربّ حيّ دعموا القبابا
و استفسحوا الأعطان و الرّحابا، # و طبّقوا السّهول و العقابا [4]
لا يرهبون للعدى ذبابا، # أمسوا لقاحا، و غدوا نهابا
[1] الدماميم، جمع ديمومة: الفلاة الواسعة-الحدب: الارض المرتفعة و الغليظة.
[2] يستذمّ به: يستجار به-ساخت: زالت، غارت.
[3] يزع، من وزع: منع، أبعد.
[4] الأعطان، جمع عطن: مكان إقامة الناقة و مبركها.