و ساق العدوّ أضاميمها، # و ما آب من طردها آئب [1]
و ما بقي الجبل المشمخرّ، # فما ضرّنا الجبل الواجب [2]
و ما ينقص الثّلم في المضربين # إذا اهتزّ في القائم القاضب [3]
بمثل بقائك غيث الأنا # م يرضى عن الزّمن العاتب
لهان علينا ذهاب الرّديف # ما بقي الظّهر و الرّاكب [4]
طالعتنا النوائب
(الطويل)
يرثي الشريف في هذه القصيدة أبا القاسم الشريف علي بن الحسين أبا تمام الزينبي نقيب العباسيين، و قد توفي في ذي القعدة سنة 384، و كان بينهما صداقة متينة.
من ايّ الثّنايا طالعتنا النّوائب، # و أيّ حمى منّا رعته المصائب [5]
خطون إلينا الخيل و البيض و القنا، # فما منعت عنّا القنا و القواضب
و ضلّ بنا قصد الطّريق، كأنّما # تؤمّ المنايا لا النّجاء الرّكائب
نروغ كما راغ الطّرائد دونها، # و تجلبنا عودا إليها الجوالب
طوال رماح لا تقي، و عقائل # من الجرد لا ينجو عليهنّ هارب [6]
[1] أضاميم، جمع إضامة: الجماعة.
[2] المشمخر: العالي-الواجب: الساقط.
[3] الثلم في السيف: كسر حرفه-المضرب: السيف-القاضب: القاطع.
[4] الرديف: الراكب خلف الراكب.
[5] الثنا، جمع ثنية: العقبة.
[6] العقائل، جمع عقيلة: هي من كل شيء أكرمه-الجرد: الجياد القصيرة الشعر و الأصيلة.