منهما لمذهبه، فكان أبو نعيم أشعريا و كان ابن منده حنبليا سلفيا.
قال ابن حجر في لسان الميزان: و كلام ابن منده في أبي نعيم فظيع ما أحبّ حكايته، و لا أقبل قول كلّ منهما في الآخر، بل هما عندي مقبولان.
و قال الذهبي: و لأبي عبد اللّه بن منده حطّ على أبي نعيم صعب كما للآخر حط عليه لا ينبغي أن يلتفت إلى ذلك للواقع الذي بينهما.
4- و لعلّ آخر هذه المآخذ التي أخذها العلماء على أبي نعيم، و لعلّه يكون أعدلها هو: روايته الأحاديث الموضوعة دون التنبيه إليها في كثير من الأحيان، حتى قال في ميزان الاعتدال: هو عندي مقبول لا أعلم له ذنبا أكبر من روايته الموضوعات ساكتا عنها.
و هذه كبيرة من أبي نعيم، لأنّ من كان مثله لا ينبغي له أن يروي شيئا من هذه الموضوعات دون التنبيه عليها، و لكن ذلك لا يقدح في عدالته و إمامته.
و لعلّ أبا نعيم كان يكتفي بذكر السند عن التنبيه عليها.
و يجدر بنا أن نختم هذه الفقرة بقول الحافظ ابن حجر فيه:
«أبو نعيم، أحد الأعلام، تكلّم فيه بلا حجّة، لكن هذه عقوبة من اللّه لكلامه في ابن منده بهوى» ا ه.
طائفة من كتبه:
لقد أحسن أبو نعيم التصنيف، و لهذا فقد عدّه ابن الصلاح أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري المتوفى سنة 643 ه في مقدمته واحدا من سبعة من الذين أحسنوا التأليف و عظمت الاستفادة من مصنفاتهم فقال «سبعة من الحفاظ في ساقتهم أحسنوا التصنيف و عظم الانتفاع بتصانيفهم في عصرنا منهم أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني الحافظ».
و من مؤلفاته:
1- حلية الأولياء و طبقات الأصفياء، و قد ألّفه استجابة لرغبة أحد الأصحاب