الحديث عنهم و لعلّ أبا نعيم من القلائل الذين أكثروا من الشيوخ و اللقاء بهم حتى قال الحافظ الذهبي: «و تهيأ له من لقيا الكبار ما لم يقع لحافظ».
و أخذ أبو نعيم الحديث من أناس لم يأخذ منهم غيره فقال الذهبي «كما تفرد بالسماع من خلق» و من هنا يجد الباحث صعوبة كبرى حين البحث عن بعض الذين أخذ عنهم أبو نعيم.
لقد سمع أبو نعيم من مسند أصبهان المعمّر أبي محمد بن فارس، و أبي أحمد العسال، و أحمد بن محمد القصار، و أبي بحر بن كوثر، و أبي القاسم الطبراني، و إبراهيم بن عبد اللّه بن أبي العزائم الكوفي، و غيرهم كثير، فأكثر و أجاد.
تلاميذه:
رأينا كيف أنّ الحفاظ كانوا يتزاحمون بباب أبي نعيم، كل ينتظر دوره، و لعلّ من أشهر هؤلاء الحفاظ الخطيب البغدادي، و أبو صالح المؤذن، و أبو بكر محمد بن إبراهيم العطار، و غيرهم كثير، حتى قال علي ابن المفضل الحافظ: قد جمع شيخنا السلفي أخبار أبي نعيم فسمى نحوا من ثمانين نفسا حدّثوا عنه.
ما أخذ عليه:
«ما من إنسان إلّا ردّ و ردّ عليه إلّا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)» هذه كلمة قالها بحق الإمام مالك رضي اللّه عنه.
و أبو نعيم مع ما وصل إليه من إمامة و فضل، فقد أخذ عليه العلماء بعض المآخذ هي:
1- ذكر في لسان الميزان عن الخطيب البغدادي قال: رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها. منها أنه يطلق في الإجازة أخبرنا و لا يبيّن. و قال ابن كثير في البداية و النهاية: قال الخطيب البغدادي كان أبو نعيم يخلط