و قال أبو أحمد الزّبيريّ: ثنا زمعة بن صالح، عن الزّهريّ، عن عبد اللَّه ابن وهب بن زمعة، عن أمّ سلمة، أنّ أبا بكر خرج تاجرا إلى بصرى قبل موت النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلم) بعام أو عامين، و معه نعيمان و سويبط بن حرملة، و هما بدريّان، و كان سويبط على زادهم، فجاء نعيمان فقال: أطعمني، فقال:
لا، حتّى يأتي أبو بكر، و كان نعيمان مزّاحا، فقال: لأبيعنّك، ثم قال لأناس: ابتاعوا منّي غلاما، و هو رجل ذو لسان، و لعلّه يقول: أنا حرّ، فإن كنتم تاركيه إذا قال ذلك، فدعوني و لا تفسدوا عليّ غلامي، قالوا: لا، بل نبتاعه. فباعه بعشر قلائص [ (1)]، ثم جاءهم فقال: هو هذا، فقال سويبط:
هو كاذب، و أنا رجل حرّ، قالوا: قد أخبرنا بخبرك. و طرحوا الحبل و العمامة في رقبته، و ذهبوا به، فجاء أبو بكر فأخبروه، فذهب و أصحاب له فردّوا القلائص، و أخذوه، فضحك النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلم) منها و أصحابه حوله. هذا حديث حسن [ (2)].
و قال الأسود بن عامر: ثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطميّ، أنّ رجلا كان يكنى أبا عمرة، فقال له النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلم): «يا أمّ عمرة»، فضرب الرجل بيده إلى مذاكيره، فقال له النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلم) «مه»، قال: و اللَّه ما ظننت إلّا أنّي امرأة لمّا قلت لي يا أمّ عمرة، فقال النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلم): إنّما أنا بشر مثلكم أمازحك».
حديث مرسل.
و قال عبد الرزّاق: نا معمر، عن ثابت، عن أنس، أنّ رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهر [ (3)]، فكان يهدي إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) هديّة من البادية
[ (1)] القلوص: الناقة الشابّة، كما في نهاية ابن الأثير.
[ (2)] رواه أحمد في المسند 6/ 316 و ابن ماجة في الأدب (3719) باب المزاح. قال الهيثمي في مجمع الزوائد. في إسناده زمعة بن صالح، و هو و إن أخرج له مسلم، فإنّما روى له مقرونا بغيره، و قد ضعّفه أحمد و ابن معين و غيرهما.