نام کتاب : دراسات في الأصول - تقريرات نویسنده : السيد صمد علي الموسوي جلد : 1 صفحه : 485
الأشاعرة؛ إذ القيام الحلولي مستلزم للقوّة و النقص و التركيب، تعالى عنه، كما أنّ خلوّ الذات عن صفات الكمال مستلزم لذلك.
نعم، أنّه تعالى متكلّم بوجه آخر حتّى في مرتبة ذاته يعرفه الراسخون في الحكمة، فكلامه تعالى عبارة عن الوحي، و أمّا حقيقة الوحي و كيفيّته ممّا لم يصل إليها فكر البشر إلّا الأوحدي الراسخ في العلم بقوّة البرهان المشفوع إلى الرياضات و نور الإيمان، و قد أشار إلى بعض أسراها قوله تعالى: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ[1]، و قوله تعالى: إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى* ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى* وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى* ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى* فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى* فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى* ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى[2]. و أفهام أصحاب الكلام من المعتزلة و الأشاعرة بعيدة عن طور هذا الكلام و الإعراض عنه أولى. فالتحقيق أنّ الحقّ مع الإمام (قدّس سرّه).
اتّحاد الطلب و الإرادة و عدمه
و لكن لا بدّ لنا من ذكر محلّ النزاع بين الأشاعرة و المعتزلة قبل بيان استدلالهما في المقام؛ لدفع ما ذكره صاحب الكفاية (قدّس سرّه) بعنوان محلّ النزاع و المصالحة بينهما، و محصّل كلامه: أنّ الحقّ هو اتّحاد الطلب و الإرادة، بمعنى أنّ لفظيهما موضوعان بإزاء مفهوم واحد، و ما بإزاء أحدهما في الخارج يكون بإزاء الآخر، و الطلب المنشئ بلفظه أو بغيره عين الإرادة الإنشائيّة.
و بالجملة، هما متّحدان مفهوما و إنشاء و خارجا، لا أنّ الطلب الإنشائي