نام کتاب : دراسات في الأصول - تقريرات نویسنده : السيد صمد علي الموسوي جلد : 1 صفحه : 171
الذي وضعه الواضع للدلالة على الحال و الاستقبال.
فإذا استعملت هذه الجملة في مقام الإنشاء يكون معناها: صار الإنشاء متحقّقا في الحال، و إذا استعملت في مقام الإخبار يكون معناها: صار الإنشاء متحقّقا فيما مضى، و الفرق بينهما لا يكون إلّا من حيث الزمان فقط، و عنوان الإنشاء في كليهما محفوظ، و الهيئة قد توجد الإنشاء في الحال و قد تحكي عمّا مضى، و هذه الحكاية لا تكون إلّا لوضعها من ناحية الواضع كذلك، و هكذا في سائر الجمل المشتركة بين الإخبار و الإنشاء.
و ربّما يشكل بأنّه سلّمنا هذا المعنى في كلمة «بعت» و «أنكحت» و سائر الجمل التي قد تستعمل في مقام الإنشاء، و قد تستعمل في مقام الإخبار، و اخذت في مادّتها عنوان الإنشائيّة، و لكنّا نرى كثيرا ما استعمال الجمل الخبريّة، مثل: «يعيد صلاته» و «يغسل ثوبه» مكان «ليعد صلاته» و «ليغسل ثوبه»، مع أنّه لا يؤخذ في مادّتها عنوان الإنشائيّة، كما لا يخفى.
و جوابه: أنّ استعمال كلمة: «بعت» و «أنكحت» في مقام الإنشاء و الإخبار استعمال حقيقي يحتاج إلى الوضع، و أمّا استعمال الجمل المذكورة في المعنى الإنشائي فاستعمال مجازي و كنائي، و لا نحتاج فيه إلى وضع خاصّ، و لا يخفى أنّ كلامنا في الاستعمال الحقيقي لا المجازي.
حقيقة الإنشاء و الإخبار
و اعلم أنّ الإنشاء و الإخبار وصفان للجملة، و المفرد لا يتّصف بهذين العنوانين، و المقسم لهما جملة يصحّ السكوت عليها. و أمّا حقيقة الإخبار فلا إبهام فيها، بل أوضح من أن يبيّن؛ لأنّه يحكي عن الواقع في الزمان الماضي أو الحال أو الاستقبال، أو نفي الواقع كذلك، و أمّا حقيقة الإنشاء فتحتاج إلى
نام کتاب : دراسات في الأصول - تقريرات نویسنده : السيد صمد علي الموسوي جلد : 1 صفحه : 171