responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب نویسنده : ابن حجة الحموي    جلد : 1  صفحه : 283

و هناك مواقف صريحة من أنواع البديع ذاتها، و لمحات نقدية واضحة إذ كثيرا ما كان ابن حجّة يصرّح بجودة هذا النوع أو ذاك، و استحسانه له، و إعجابه به، أو يشير إلى أنه ما كان لينظمه إلاّ سيرا على عادة غيره، أو لإلزامية المعارضة، و في هذا كلّه لمحات نقديّة واضحة. و لابن حجة الحمويّ مواقف متميزة في هذا الأمر، إذ استحسن عددا من الأنواع البديعية و استهجن أخرى، و كان ممّا استهجنه نوع «المراجعة» إذ قال: «ليس تحتها كبير أمر، و لو فوّض إليّ حكم في البديع ما نظمتها في أسلاك أنواعه» [1] . و قال في نوع «التفويف» : «تأمّلته فوجدته نوعا لم يفد غير إرشاد ناظمه إلى طرق العقادة» [2] .

و مثل هذه الأمثلة كثير في شرحه، و قد جمع محمود رزق سليم منها الكثير في كتابه «عصر سلاطين المماليك» [3] ، و قد اجتزأت عن مجموعها ببعضها للتمثيل على هذه الظاهرة من اللمحات النقديّة المتنوّعة، التي لو ضمّت إلى غيرها من الظواهر النقديّة، فإنّها تساعد على توضيح ذاك الجانب النقديّ الذي كان أثرا من آثار بديعيته، و نتيجة طبيعية لها. و هذا كلّه يدلّ على أنّ هذا الفنّ الشعريّ لم يقتصر على نظم الأنواع البديعية، و لم يكتف «شرحها» بتعريف هذه الأنواع، بل كان لذلك كله أثر في نشأة حركة نقديّة واضحة المعالم، تمثلت في «شرح بديعيته» شكلا و مضمونا، و في ما انبثق حولها من كتب و مؤلّفات‌ [4] .

ج-أثرهما في البلاغة:

لا شكّ في أن للبديعية و لشرحها أثرا في البلاغة، باعتبار أن البديعية هي «فنّ» بلاغيّ، انبثق بادئ الأمر من فكرة بلاغية محضة، تبلورت مع الزمن، و شاءت عوامل عديدة أن تلبسها ثوب الشعر المطرّز بالمديح النبويّ و ألوان البديع. أمّا ما تركته هذه البديعية من أثر في البلاغة العربية و ما خلّفته من معالم في حياة هذا الفنّ، فيتمثل في الأمور التالية:


[1] انظر خزانة الأدب باب «المراجعة» 2/197.

[2] انظر خزانة الأدب و غاية الأرب باب «التفويف» 2/247.

[3] انظر عصر سلاطين المماليك 6/173-201.

[4] و انظر أيضا «ابن حجة الناقد» من ترجمته في مكانها من المدخل.

نام کتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب نویسنده : ابن حجة الحموي    جلد : 1  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست