responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزائن الأحكام نویسنده : آقا بن عابد دربندی    جلد : 1  صفحه : 19

انه قال انّ اسم اللّه الاعظم على ثلاثة و سبعين حرفا و انما كان عند اصف منها حرف واحد و تكلم به فخسف بالارض بينه و بين سرير بلقيس ثم تناول السّرير بيده و عندنا نحن من الاسم اثنان و سبعون حرفا و حرف عند اللّه تعالى استاثر به فى علم الغيب عنده و لا حول و لا قوة الّا باللّه العلى العظيم الحديث و فى رواية اخرى فانخرقت الارض ما بينه و بين سبا فتناول عرش بلقيس حتى سيّره الى سليمان (ع) ثم انبسطت الارض فى اقل من طرفة عين الحديث و التقريب غير خفى ثم لا يخفى عليك ان ذلك بعد الاغضاء عن قضيّة تجدد الامثال يتمشّى فيه ان نقول انّ هذا على وجوه يتاتى فى بعضها قضيّة الانقلاب فى الحقائق على الوجه المزبور دون بعضها فعلى الاول لا بد من ان تقول ان تلك الحصّة من المادة الارضية مما خلعت مقدارها بالقهر و غلبة تصرّف ولىّ اللّه تعالى فحين ما ارتفع القسر عادت بطبعها الى ما كانت و لا يخفى انّ هذا النّحو من التبدّل تبدّل يوجب الانقلاب فى الحقيقة على النّهج المزبور و يمكن ادّعاء ان الخبرين المذكورين ممّا يساعد هذا الوجه فت و على الثانى لا بد من ان يقال ان المادة الارضيّة التى هى المادّة الاولى هى القابلة المحضة و يلزمها الصورة الجسميّة و هذه الجسميّة فى كمال النورانية و الصّفاء و لا يلزمها بذاتها مقدار معيّن اصلا نعم بعد الصورة يلزمها الجسم التّعليمى فى الجملة فالمتبدّل هو مراتب تعيناته التى ليست بلازمة لشي‌ء لا للمادة و لا للصورة و لا للطبيعيّة [1] النّوعيّة فالمتبدّل هو التعين المقدارى و المثال فى ذلك الشّمعة تستطال مرة و تستدار اخرى و يمكن ان يرجع الى ذلك ما قد يقال ان الخسف عبارة عن خرق السّرير باطن الارض الذى هو فى كمال النوريّة و اللطافة و لا يتعيّن هناك مقدار و مسافة من دون ان يزاحم ظاهر الارض و يقطعه و لهذا قيل انه لو لا النورية فى الاجسام الكثيفة [2] هى الأصل ما صحّ للمكاشف ان يكشف ما خلف الجدران و ما تحت الارض و ما فوق السّماء و لو لا اللطافة التى هى اصلها ما صحّ اختراق بعض الاولياء الجدران و لا كان قيام الميت فى قبره فذلك كله كما قيل ايضا انّ هذا من قبيل التكاثف و التخلخل الحقيقيّين بمعنى ان لاجل سرعة الحركة و قلة الزمان لم يقع الاحساس به ممّا لا يكون فيه انقلاب الحقائق اصلا

فى بيان معنى طىّ الأزمنة

ثم اعلم انّه قيل انه كما اتفق و تحقق طى الارض لجملة من الانبياء و الاوصياء (ع) ببركة الاسم الاعظم كذا اتفق طى الازمنة فى طرف المستقبل و الماضى لوصىّ سيّد الانبياء (ع) اعنى امير المؤمنين (ع) حيث سار مع اصحابه فى قليل من الزمان فى عوالم لا تحصى و راوا صالح النبىّ (ع) فقاتلوا مع قوم عاد و ليس ذلك الا بالحضور فى الزمان الذى كان قوم عاد فيه و هذا مما اشتمل عليه حديث الغمامة الذى قيل فى شأنه انه من الأخبار المستفيضة عند جمهور الخاصّة و رواه اكثر علمائنا باسانيدهم المعتبرة فى اكثر كتبهم المدوّنة سيّما شيخنا الصّدوق فى كتابه المسمّى بمجموع الرائق و نقله ايضا الشيخ حسن بن سليمان عن بعض علماء الامامية فى كتابه منهج التحقيق الى سواء الطّريق و كيف كان فان هذا لا يفهم بالاطوار العقلية لا تفصيلا و لا اجمالا و لا يسعه تلك العوالم المودعة فى الانسان من عوالم العقل و الخيال و الفكر نعم يسعه بعد ثبوته و صدور نقله على الوجه المعتبر و صراحة العبارة الدالة على ذلك او ظهوره عالم حقيقة الايمان باللّه تعالى و برسوله و حججه الطاهرين (ع) و معجزاتهم الباهرة [3] السّاطعة فلا استبعاد فى وقوع شي‌ء عنهم يستحيله العقل بالنّظر الى جملة من المقدّمات المقبولة عنده فيكون وقوعه كاشفا عن قصور ادراك العقل و كون ما عنده من المقدمات و البراهين مما لم يقع فى مخرّه فكم من مطلب من المطالب قد ادعوا فيه ان البرهان العقلى قاض بانه كذلك و كم من مقاصد ادّعوا فيها بداهة حكم العقل مع ان الواقع كان على خلاف ذلك كلّه و نعم ما قال بعض الافاضل انه لا يوجد برهان عقلى تام بجميع المقدمات لا قدح للقادح فيه و الحال كما قال و قد اشرنا الى ذلك فى بحث التّحسين العقلى و لا يذهبن عليك انّا ننكر الامور المفيدة للعلم من البراهين العقلية او انّه فى كلّ مقام على خلاف الواقع او انه لا يتبع و لا يكون حجة فانّ ما قرّرنا خارج عن ذلك كله كما لا يخفى على الندس النطس و كيف كان فان الاذعان بما اشتمل عليه الخبر بعد تحقيق تحقق صدوره لازم فلا استبعاد فى مثل ذلك عن امير المؤمنين عليه السلم و اولاده المعصومين فانهم البسوا الكليم حلة الاصطفاء لما شاهدوا منه الوفاء و جبرئيل فى جنان الصّاغورة ذاق من حدائقهم الباكورة ثمّ مع ذلك كلّه نقول انّ عبارة حديث الغمامة فى مقاتلة امير المؤمنين (ع) مع قوم عاد غير صريح بل غير ظاهر فيما ادّعى هذا البعض من اثباته تحقق طى الازمنة الماضية كما لا يخفى على المتامّل فى فهم الاخبار فاذا عرفت كلّ ما ذكر فى هذا الباب و اشير اليه فى هذه المقدّمة و كتب على خبر من ذلك فاعلم ان كلّ ما اشير اليه من الآيات و الاخبار و كلمات اساطين العلوم فهو بمنزلة البراهين العقلية فى اثبات المطلب بمعنى انا اذا ازلنا ظاهر القول بالانقلاب‌ [4] الاحالة و الامتناع اوقعناه موقع الجواز و الامكان قام فيه ما اشرنا اليه من الآيات و الاخبار على النهج المزبور مقام البراهين فى الامور الهندسية و مقام الادلة الواضحة فى المعانى الطبيعيّة و الالهيّة فهذا بعد الغضّ و الاغضاء عن ساير الادلّة و بناء الامر على انحصارها فى الآيات و الاخبار و الا فالامر اوضح ثم اعلم انى اعتذر من أسهاني الكلام و اطالنى المرام فى هذه المقدّمة مع ان اكثر ما فيها مما يتراءى عند الانظار الجلية من الامور الغير الملتصقة بالمبحث غاية الالتصاق و مما يتجلى عند النّاس عدا من له من الفضل نطاق و من الشّرف سياق من الامور المخرجة المقصد من صناعة الاصول بامور الاول انّ بيان حقيقة الامر فى باب انقلاب الحقائق قد كان مما يرتبط بالمبحث غاية الارتباط مع ان جمعا من الاصوليّين قد نطقوا فى المبحث بمقالة انّ انقلاب الحقيقة حقيقة مح فاذا حاولنا الكلام‌


[1] للطبيعة

[2] التى‌

[3] و آياتهم‌

[4] عن‌

نام کتاب : خزائن الأحكام نویسنده : آقا بن عابد دربندی    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست