responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزائن الأحكام نویسنده : آقا بن عابد دربندی    جلد : 1  صفحه : 17

و يغيّر [1] صور الاجسام الرّخوة ضروبا من التغير و اعيانها لم تزدد و لم تنقص هذا و

فى بيان أن الشيطان لا يتمثل بصورة النبى و لا بصورة أحد من الأوصياء

بالجملة فان قول من قال انه لو قدر الجنّ على تغيّر صور انفسهم باىّ صورة شاءوا لوجب ان ترتفع الثقة عن معرفة الناس كالاحتجاج على ذلك عدم ذلك المنبعث عنه عدم جواز الرؤية بجملة من الآيات مما يدفعه بعد الاخبار المستفيضة بل المتواترة [2] معنى الدالة على ان مؤمنى الجنّ كانوا يجيئون الى الائمة (ع) و يسألونهم عن المسائل الشرعيّة و قد راهم حين خروجهم من بيوت الائمة (ع) جماعة من الاصحاب و بعد اخبار جماعة يمتنع العقل تواطئهم على الكذب بوقوع المجامعة و المناكحة بينهم و بين الانس حتى فى هذه الازمنة قول النبى (ص) البالغ حدّ الاستفاضة من رآني فقد رآني و من راى احدا من اوصيائى فقد راه فإن الشيطان لا يتمثّل بى و لا باحد من اوصيائى و التقريب غير خفى فالحجّة المذكورة ليست بحجة و ان اضيف اليه ان ذلك مما يضرّ فى باب اثبات النبوات بالمعجزات بتقريب غير خفى اذ الجواب عن كل ذلك على نهج الحل التفصيلى مما لا يخفى على النّدس النطس فقد بان ايضا بما اشرنا اليه ان القول بانّهم ليسوا باجسام بل ارواح خبيثة باطل على ان ذلك مخالف لظواهر الكتاب و الاخبار بل لصراحتها و بسبب لطافة اجسامهم لطافة لا تقبل التفرّق و التمزق و الفساد و البطلان يلجون فى اعماق الاجرام الكثيفة و نظير ذلك و لو من وجه روح الانسان على بعض الاقوال ثم ان فى وسوستهم فى الانسان اقوالا و ما يناسب ما ذكرنا انما هو على نهج الولوج فى البدن و يمكن ان يقال بغيره ايضا و وسوستهم انما بحسب الذكر فقط و العزم و الارادة و فعل المعصية من الانسان باختياره و قد يفعل الانسان المعاصى من غير ان يحضروا و يوسوسوا و كيف كان فان عدم جواز الانقلاب فى حقايق ارواحهم حين ظهورهم فى صور الحيوانات و غيرها ممّا لا ريب فيه و لا شك يعتريه و انما الكلام فى الانقلاب و التقليب ح بحسب اجسادهم ففيه اشكال و الحق ان يقال ان مثل هذا ايضا من قبيل الانقلاب الذى نحن فى صدد بيانه و قس على ذلك الكلام فى الملائكة حرفا بحرف الا انّهم لا يتمثلون بالصور الخبيثة ثم اعلم انه قد ورد فى الآثار ان الملائكة يطيّرون و انّ لهم اجنحة و ريشا و زغبا و انها ترى ساقطة فى فرش و بسط الائمة (ع) و الحفتهم محشوة من رئيس الملائكة و زغبهم و قد تعرّض البعض لبيان السرّ فى ذلك كبيان طيران ارواح المؤمنين فى الجنان فى ظهر الكوفة بقوله ان النفوس القدسيّة انسيتها و ملكيتها لما كانت بكمالاتها الذاتية و الكسبيّة ترتقى الى ذروة العوالم الالهية و حقيقة الجناح و الريش ليست الا ما يتمكن من الصّعود من دون توسّط آلة خارجة فالجناح الايمن هى المعارف الالهيّة و الايسر هى العبادات المقربة الى جناب الرّبوبية و الرّيش و الزّغب عبارة عن كليات العلوم و الاعمال و جزئياتهما اصولا و فروعا بحسب مناسبات يقع بينهما بالترتيب و التقدّم و التاخر فالارواح الانسيّة بسبب خطاياهم و خطايا ابيهم و بوجوه أخر سقط ريشها فهبطت الى العالم الذى يقرب من عالمها الى ان وقعت فى هذا العالم الاسفل فاعطاها اللّه تعالى قوى و اعضاء و آلات تحاكى ريشها و زغبها و جناحها بحيث لو سلكت سبل الهداية و صرفتها فيما خلقت له صارت تلك القوى و الاعضاء جناحا و ريشا لها

فى بيان معنى الجناح و الريش فى الملائكة

و لما كانت الملائكة لا يعصون اللّه ما امرهم و يفعلون ما يؤمرون بقوا على أجنحتها و ريشها و زغبها مما يناسب عالمهم و ترتبهم و اما السرّ فى سقوط الرّيش و الزغب فى بيوت الائمة (ع) فهو ان الحقائق العلويّة بحسب ما اعطاها اللّه تعالى من القوة و القدرة لما توجّهت الى العالم الذى تحت حيطتها تصوّرت هى و جميع ما لها من الكمالات و الصفات بصورة مناسبة لذلك العالم أ لا ترى ان الصور العقلية لا يسعها ظرف الخيال و كذا الصور الخيالية لا يسعها مضيق عالم الحسّ فما لم يتلبس الصور العقلية بكسوة مطمورة الخيال لم يدخل فى القوة الخيالية و هكذا فالملائكة الذين هم من عالم الامر لما كانوا من معدن الحياة وجب ان يتراءى بصورة حيوانية و علومها و اذكارها و كمالاتها التى هى من توابعهم و بها يقدرون على الذهاب و المجي‌ء بحكم اللّه تعالى تصورت بصورة الجناح و الرّيش ففى العالم الخيالى بما يناسب ذلك العالم و عالم الشهادة بما يناسب تلك المرتبة من دون مجاز و استعارة و بالجملة لما جاءوا الى هذا العالم صاروا من موجودات ذلك العالم و باعتبار القوى و الكمالات التى يطيرون بها فى فناء القدس صاروا من اصناف الطير و ما يلزمها من الجناح و الرّيش و غيرهما هذا و لا يخفى عليك ان ما ذكره شريف و نظر لطيف يمكن استنباطه من الكتاب الكريم و هو كما تقدّم مما يسدد و يؤيّد به ما صرنا اليه فى امر الحقائق سفليّة او علويّة كما يسدّد به ما قرّر فى بعض المقامات من ان العالم عالمان و الحضرة حضرتان يتولد عنهما حضرة ثالثة فالحضرة الواحدة حضرة الغيب و عالمها عالم الغيب و الحضرة الثانية حضرة الحسّ و عالمها عالم الشهادة و مدرك هذا العالم البصر و مدرك عالم الغيب البصيرة و المتولد من اجتماعهما حضرة الخيال و عالمها عالم المثال و هو عالم ظهور المعانى فى القوالب المحسوسة كالعلم فى صورة اللّبن و الثبات فى الدّين فى صورة القيد و الاسلام فى صورة العمد و الايمان فى صورة العروة و جبرئيل (ع) فى صورة دحية الكلبى و صورة الاعرابى و تمثله لمريم فى صورة بشر سوى و بالجملة ظهور هذا العالم الوسطى مثل ما يظهر السواد فى جسم العفص و الزاج عند اجتماعهما و لم يكن لهما ذلك الوصف قبله و لذلك كانت حضرة المثال الملكوتى اوسع الحضرات و العامة لا يعرفها الا حين النّوم و رجوع الفوى بالنوم اليها و الخواص يرونها فى اليقظة ايضا لقوّة التحقق بها و تمثل الانسان فى حضرة المثال اولى و اقرب من الملائكة لانّ سنخه فيه دون الملائكة و كذا له بحسب نشأته دخول فى عالم الغيب بروحه الذى هو باطنه و له فى عالم الشهادة دخول بحسّه‌ [3] الذى هو ظاهره و الرّوحانى ليس كذلك و ليس له دخول فى عالم الشهادة الا بالتمثل فى عالم الخيال فيشهده الحسّ فى الخيال صورة ممثلة نوما


[1] صور

[2] معنى‌

[3] بجسمه‌

نام کتاب : خزائن الأحكام نویسنده : آقا بن عابد دربندی    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست