فإنَّ طاعتهم في ذلك تؤدِّي إلى إحكام قبضتهم على المؤمنين ، واستحكام مواقعهم ودولتهم وسلطانهم ، وهذا ما يبغضه الله ولا يرضى به .
2 ـ الاحتجاج بنصوص الروايات ومناقشتها :
ويستعرض هؤلاء طائفة من الروايات لإثبات ما يذهبون إليه ، من وجوب الرضوخ والطاعة للحكَّام الظلمة والمتسلِّطين على الحكم بالظلم والإرهاب ، وقد جمع صاحب دراسات في ولاية الفقيه طائفة من هذه الروايات في كتابه ، نستعرض بعضها فيما يلي :
روى مسلم في صحيحه بسنده عن حذيفة بن اليمان ، قال : قلت : يا رسول الله ، إنّا كنّا بَشرٍّ فجاء الله بخير ، فنحن فيه ، فهل من وراء هذا الخير شرٌّ ؟ قال : ( نعم ) . قلت : هل وراء ذلك الشرِّ خير ؟ قال : ( نعم ) ، قلت : فهل وراء ذلك الخير شرّ ؟ قال : ( نعم ) ، قلت : كيف ؟ قال : ( يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ، ولا يستنُّون بسنّتي ، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ) . قلت : كيف أصنع ـ يا رسول الله ـ إن أدركت ذلك ؟ قال : ( تسمع وتُطيع للأمير ، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع ) [1] .
وروى فيه أيضاً بسنده ، إنّ سلمة بن يزيد الجعفي سأل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : يا نبي الله ، أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقَّهم ويمنعونا حقّنا ؟ فما تأمرنا ؟ فأعرض عنه ، ثمَّ سأله فأعرض عنه ، ثمَّ سأله في الثانية أو في الثالثة
[1] صحيح مسلم ، ج3 ، ص1476 ، كتاب الإمارة ، الباب 13 ، الباب 13 ، ح1847 .