ونحن لا نتوقَّف عند كلمة ( العنف ) ، ولا نشكّ في أنّ الإسلام ، يتبنَّى ( العنف ) إلى جانب ( الرحمة ) في منهاجه التشريعي التكاملي . ولا نشكّ في أنَّ ( الرحمة ) و( العنف ) هما وجها هذا الدين ، ومن دون هذا وذاك لا يمكن أن نفهمه .
تفسير العُنف :
ولكن نتساءل لماذا العنف ؟ وما هو ؟ إنَّ العقلية الغربية تفسِّر ( العنف ) باستخدام القوّة للتوسّع العسكري ، والاستبداد السياسي والديني .
وللقرآن تفسير آخر للعنف ، لا علاقة له بالتفسير الأوّل إطلاقاً ، فهو يذكر للقتال أربعة أهداف هي :
أوّلاً وثانياً : تقرير أُلوهيّة الله ودينه على وجه الأرض ، وإزالة الفتنة من حياة الناس .
وهذه الآية تقرِّر هاتَيْن الحقيقتَيْن بوضوحٍ ما بعده وضوح ، تقرير أُلوهية الله ، وتحكيم شريعة الله على وجه الأرض ( ... وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ ... ) ، وهذا هو أحد الهدفين ، وللوصول إلى هذه الغاية لا بدّ من إزالة عوامل الفتنة التي تُعيق حركة