نام کتاب : حوار في التسامح والعنف نویسنده : معهد الرسول الأكرم(ص) جلد : 1 صفحه : 121
عمل بها علانية ولم يُغيّر عليه أضرّت بالعامّة ) ، قال جعفر بن محمد (عليه السلام) : ( وذلك أنّه يُذلّ بعمله دين الله ، ويقتدي به أهل عداوة الله ) [1] .
هذا هو حكم الله تعالى أوّلاً في مواجهة أئمة الظلم والطغاة والجبابرة ، الذين يسعون في الأرض فساداً ، وأمَّا الموازنة بين الأهمِّ والمهمِّ في الأحكام ، فهو أمر ثانوي طارئ ، وليس من الصحيح أن نستبدل الأحكام الأولية بالثانوية ، إلاّ في مواقعه اللازمة والمحدودة في الفقه .
الدور السلبي لهذه الفتاوى :
ولقد كان لأمثال هذه الفتاوى دور سلبي في تاريخ الإسلام في دعم الحكّام الظلمة ، وتشجيعهم على الإمعان في الظلم والإفساد ، أوّلاً ، وفي إخماد ثورة المظلومين والمعذَّبين ، وإحباط حركات الثائرين ومقاومة الشعوب المستضعفة والمضطهدة ثانياً .
ولم يكن هؤلاء الحكَّام من أمثال معاوية ويزيد ، والوليد ، وعبد الملك ، والحجاج ، والمنصور ، وهارون ، والمتوكِّل ، وغيرهم يستريحون إلى شيء ، كما يستريحون إلى أمثال هذه الفتاوى ، فكانوا يُمعنون في الظلم والفساد واقتراف الذنوب والمعاصي ، وانتهاك الحُرمات ، ويجدون في هذه الفتاوى دعة وراحة .
وقد كان هؤلاء الفقهاء يبالغون في تأكيد هذا الرأي ، وتعميقه في المجتمع الإسلامي ؛ إمعاناً في تطمين هؤلاء الحكّام من ناحية ثورات المظلومين وانتفاضاتهم .