نام کتاب : حوار في التسامح والعنف نویسنده : معهد الرسول الأكرم(ص) جلد : 1 صفحه : 113
مخالفة الفقهاء لدعوى الإجماع :
وخرج عن هذا الإجماع كبار الفقهاء ، منهم أبو حنيفة ـ كما يقول أبو بكر الجصاص ( في أحكام القرآن ) ، يقول الجصاص ـ : كان مذهبه مشهوراً في قتال الظلمة وأئمة الجور . ولذلك قال الأوزاعي : احتملنا أبا حنيفة على كلِّ شيء حتى جاءنا بالسيف ، يعني قتال الظلمة ، فلم نحتمله .
وكان من قوله : وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض بالقول ، فإن لم يؤتمر له فبالسيف على ما روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
وسأله إبراهيم الصائغ ـ وكان من فقهاء أهل خراسان ورواة الأخبار ونسَّاكهم ـ عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال : هو فرض . وحدّثه بحديث عن عكرمة ، عن ابن عباس إنَّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره بالمعروف ، ونهاه عن المنكر فقتل ) .
فرجع إبراهيم إلى مرو ، وقام إلى أبي مسلم صاحب الدولة فأمره ونهاه ، وأنكر عليه ظلمه وسفكه الدماء بغير حقّ ، فاحتمله مراراً ثمَّ قتله .
وقضيّته في أمر زيد بن علي مشهور ، وفي حمله المال إليه ، وفتياه الناس سرَّاً في وجوب نصرته ، والقتال معه ، وذلك أمره مع محمد وإبراهيم بن عبد الله بن الحسن ، وقال لأبي إسحاق الفزاري حين قال له : لم أشرت على أخي بالخروج مع إبراهيم حتّى قُتِل ؟
قال : مخرج أخيك أحبُّ إليَّ من مخرجك ، وكان أبو إسحاق قد خرج إلى البصرة . وهذا إنَّما أنكره عليه أغمار
نام کتاب : حوار في التسامح والعنف نویسنده : معهد الرسول الأكرم(ص) جلد : 1 صفحه : 113