نام کتاب : حوار في التسامح والعنف نویسنده : معهد الرسول الأكرم(ص) جلد : 1 صفحه : 109
العصر ذو الفضل الجلي ، عبد الباقي أفندي العمري الموصلي ـ وقد سئل عن لعن يزيد اللعين ـ :
يزيد على لعني عريض جنابه * * * فأغدو به طول المدى ألعن اللعنا
ومَن كان يخشى القال والقيل من التصريح بلعن ذلك الضليل فليقل : لعن الله عز وجل مَن رضي بقتل الحسين ، ومَن آذى عترة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بغير حق ، ومَن غصبهم حقَّهم . فإنَّه يكون لاعناً له ؛ لدخوله تحت العموم دخولاً أوَّلياً في نفس الأمر ، ولا يخالف أحد في جواز اللعن بهذه الألفاظ ونحوها سوى ( ابن العربي ) المارُّ ذكره وموافقيه ، فإنَّهم على ظاهر ما نقل عنهم لا يجوِّزون لعن مَن رضي بقتل الحسين ( رضي الله تعالى عنه ) ، وذلك ـ لعمري ـ هو الضلال البعيد ، الذي يكاد يزيد على ضلال يزيد [1] .
كلمة الشيخ محمد عبده :
يقول الشيخ محمد عبده : وقد اختلف علماء المسلمين في مسألة الخروج على الجور وحكم مَن يخرج ؛ لاختلاف ظواهر النصوص التي وردت في الطاعة والجماعة ، والصبر وتغيير المنكر ، ومقاوم الظلم والبغي . ولم أرَ قولاً لأحد جمع به بين كلِّ ما ورد من الآيات والأحاديث في هذا الباب ، ووضع كلاَّ ً منها في الموضع الذي يقتضيه سبب وروده ، مراعياً اختلاف الحالات في ذلك ، مبيِّناً مفهومات الألفاظ بحسب ما كانت تستعمل به في زمن التنزيل ، دون ما بعده .