نحو إزالة الآخر المعارض ، حسب ما يحاولون تكريسه في عقليّة الرأي العام العالمي اليوم .
وامتداداً للحركة الفكرية الفقهية الإسلامية ، الهادفة إلى استنباط الحكم الشرعي من مصادره ، ومحاولة منَّا لتحييد العقيدة الإسلامية وتبرئتها من الاعتماد على العنف والإرهاب ، رغم الحفاظ على كلّ عناصر القوّة ، وإمكانيات الدفاع عن الذات الإسلامية مقابل التحدّيات والتهديدات ، قد رغبنا لهذا الحوار أن يكون منطلقاً لدراسة هذه المقولات على ضوء أصول الشريعة الإسلامية .
بصفتكم من ذوي الخبرة والاختصاص في مجال الفقه والشريعة ، وخاصة بالنظر إلى تصدِّيكم لتقديم دراسات عالية حول فكرة الجهاد وفروعه الفقهيّة ، يُسعدنا أن نستضيفكم لنبدأ من سؤال قديم ، لا يزال يطرح نفسه ، وهو : هل يمثِّل الجهاد في القرآن الكريم ذلك الوجه العنيف ؟ وهل يتحقّق عَبر المناهج العسكرية والكفاح أو الغزو المسلّح ؟ وبالأحرى : نريد أن نكون على علم بدقائق المدلول القرآني للفظة الجهاد ومصطلحه المؤسَّس عَبر الوحي .
الشيخ الآصفي : شكراً لكم على إتاحة هذه الفرصة لي ، لأتحدَّث إلى قُرَّاء مجلَّة ( الحياة الطيِّبة ) عن الجهاد .
الحياة الطيِّبة والجهاد :
وليس من عجب أن تبحث ( الحياة الطيِّبة ) عن الجهاد ؛ فإنَّ الحياة الطيِّبة الكريمة في الجهاد ، والله تعالى يدعو المؤمنين لما يُحييهِم في سياق آيات الجهاد .