responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 49

[تفسير قوله (عليه السلام): «يولج كلّ واحد منهما في صاحبه. إلخ»

] قال البهائي بعد قوله (عليه السلام) في دعاء الصباح و المساء: «يولج كلّ واحد منهما في صاحبه و يولج صاحبه فيه»: الواو للحال، و المعنىٰ: يدخل كلا من الليل و النهار في آخر، بأن ينقص من أحدهما شيئاً و يزيده في آخر، كنقصان نهار الشتاء و زيادة ليله، و زيادة نهار الصيف و نقصان ليلة. فإن قلتَ: هذا المعنى يستفاد من قوله: «يولج كلّ واحد منهما في صاحبه» فأيّ فائدة في قوله: «و يولج صاحبه فيه»؟ قلتُ: مراده (عليه السلام) التنبيه على أمر مستغرب و هو حصول الزيادة و النقصان معاً في كلٍّ من الليل و النهار في آنٍ واحد، و ذلك بحسب اختلاف البقاع كالشماليّة عن خط الاستواء و الجنوبيّة عنه، سواء كانت مسكونة أو لا، فإنّ صيف الشماليّة شتاء الجنوبيّة و بالعكس، فزيادة النهار و نقصانه واقعان في وقت واحد لكن في بقعتين، و كذلك زيادة الليل و نقصانه، و لو لم يصرّح (عليه السلام) بقوله: «و يولج صاحبه فيه» لم يحصل التنبيه على ذلك، بل كان الظاهر من كلامه وقوع زيادة النهار في وقتٍ و نقصانه في آخر، و كذلك الليل، كما هو محسوس معروف للخاصّ و العامّ [1]. أقول: كون الواو للحال مبنيّ على تقدير المبتدأ، كما في: نجوت و أرهنهم مالكاً، و قمت و أصكّ وجهه. و حاصل الجواب: أنّ معنى الجملة الحاليّة و إن كان يفهم من الاولىٰ فيكون تأكيداً إلّا أنّها ذكرت للتنبيه. و أنت خبير بأنّ إيلاج كلّ واحد منهما في صاحبه يتضمّن حصول الزيادة و النقصان معاً في كلّ واحد منهما في آنٍ واحدٍ بحسب اختلاف البقاع؛ إذ لا يمكن إيلاج الليل في النهار في بقعةٍ إلّا حال إيلاج النهار في الليل في بقعة أُخرى و بالعكس، فزيادة النهار تتضمّن نقصانه حال زيادته، و كذلك الليل في بقعتي الشماليّة و الجنوبيّة عن خط الاستواء، فالتنبيه حاصل بدون ذكرها، و إنّما ذكرت للتصريح بما علم ضمناً؛ لأنّه لمّا كان أمراً مستغرباً لم يكتف في الدلالة عليه بالضمنيّة بل دلّ عليه بالدلالتين الضمنيّة


[1] مفتاح الفلاح: 107 108 ط بيروت.

نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست